This is a notification message.
جبرائيل عبدالله الدلّال شاعر وصحفي سوري ثائر، وسياسي محنّك، وأستاذ جامعي ومترجم، ومن رواد الفكر والأدب الذين ساهموا في التأسيس لعصر النهضة عبر أعمالهم الأدبية ونشاطاتهم الفكرية الداعية إلى إصلاح المجتمع وبناء نهضته وتحقيق تقدمه العلمي وحريته ومدنيته . ولد الدلّال، في حلب 2 أبريل عام 1836 من أسرة عريقة في العز والجاه، وفقد أباه صغيرًا، فاعتنت شقيقته مادلينا بتربيته، ثم تلقى دراسته في مدرسة عين طورا بلبنان، وبعدها في مدارس المرسلين بحلب، وانكب على الفنون العربية ودرس آثارها، فكان من أوسع أهل وطنه معرفة بآداب العرب، وأتقن الفرنسية والإيطالية والتركية. أقام الدلّال في باريس واشتغل بالصحافة بعد أن اختاره وزير المعارف الفرنسي عام 1877 لتحرير صحيفة «الصدى»، فحرّرها لفترة قصيرة من الزمن، وكانت لسان حال السياسة الفرنسية ومروّجة لمصالحها . كان الدلّال آنذاك يشغل منصب ترجمان في وزارة المعارف في باريس، وهناك توطّدت عرى الصداقة بينه وبين الإصلاحي النهضوي خير الدّين التونسي، إلا أنه لم يكن يستطيع أن يكتب في "الصدى" ما يريد وقد تعطّلت في عامها الثاني لسفره إلى إسطنبول؛ تلبية لدعوة صديقه خير الدين التونسي الذي شغل منصب الصدر الأعظم لينشئ فيها جريدة «السلام» . جريدة السلام كانت «السلام» جريدة أسبوعيّة سياسيّة أدبيّة أصدرها الدلّال في عاصمة آل عثمان في 23 يوليو من عام 1879 لتكون لسان حال الصدر الأعظم المعروف بميله للإصلاح وكان الدلال ينشر فيها آراءه السياسيّة ويكتب على صفحاتها أفكاره الحرّة، ونالت الجريدة شهرة كبيرة، إلا أنه بعد نشر عددها الثامن انصرف عنها فتراجعت ولم تستمر لوقت طويل، وألغيت بسبب استقالة خير الدّين من منصبه. العودة للوطن راسل الدلّال صحف مصر ولبنان والآستانة ولندنية، فعمل أمينًا لسر خير الدين باشا التونسي في تونس، كما تبعه إلى الآستانة بعدما أصبح الصدر الأعظم. قام الدلّال بالترجمة للسفراء العرب في باريس، كما درّس العربية في جامعة فيينا لمدة عامين، وطلبه المكتب العلمي في فيينا عاصمة النمسا ليدرّس العربية في كليتها، وأقتنى مكتبة نفيسة بيعت بعد وفاته. الموت في السجن وبعد سنوات قضاها في أوروبا وتوقف نشاطه السياسي مع استقالة خير الدّين التونسي، عاد الدلّال إلى حلب فألقي القبض عليه، وتم إيداعه السجن، بسبب قصيدة «العرش والهيكل» التي نشرها قبل 30 عامًا. في تلك القصيدة يهاجم الدلّال الملوك المستبدين، وطبعها في مرسيليا عام 1864، وفيها نقد لاذع للسياسة ورجالاتها، ووصفت بأنها «أمنع من العقاب وأنذر من الكبريت الأحمر»، وكان قد طبعها طبعة حجرية، شعرًا عموديًا مقفى على بحر الكامل، ومنها: ذبح العباد على الوهاد... بظلمه وسقى المهاد دماءها عن... صوبها فالجيش من أولادنا لقتالها والبذخ من أموالنا لمعيبها وبالرغم من أن المحكمة لم تجد سببًا لإدانة الدلّال فإنه بقي معتقلًا، وتعرض للتعذيب والاضطهاد لمدة عامين في آخِر حياته وكان مريضًا بداء القلب، ووجد ميتًا قبل انقضاء مدة محكوميته بيوم واحد، وتوفي في 24 ديسمبر عام 1899. ويقول الأديب سامي كيالي: "إنّه سمّم، قبل يوم واحد من انقضاء محكوميته، ولمّا ذاع في المدينة نعيه، تقاطر أهله والأصحاب ونقلوه على عربة إلى منزله الكائن في العزيزية. لقد هوى نجم الفصاحة، وغار بدر المعارف الساطع". كان الدلّال معروفًا بأنه شاعرٌ مبدع وناثر ألمعي وشديد الولع بالغناء وعارف بفن الموسيقى والرسم، وكان له موشحات بديعة، ووصف شعره بأنه سلس متدفق ومتمسّك القوافي، وبعد وفاته جمع ابن أخته شعره وسماه: «السحر الحلال في شعر الدلّال » ونشره عام 1903.
في إطار تطوير...
في ضوء التحركات العسكرية الإسرائيلية...
يجدد المركز القطري للصحافة إدانته لقيام قوات...