This is a notification message.
أكّد الكاتب دانيال وارنر، أن الولايات المتحدة الأمريكية، وممثلتها في الشرق الأوسط إسرائيل، أصبحتا منعزلتين دوليًا، ورمزاً لانتهاك ومخالفة القانون الدولي، والخسارة الأخلاقية. وقال وارنر في مقال نشرته مجلة CounterPunch الأمريكية: "لقد خسرت الولايات المتحدة الأمريكية 3 مرات على الصعيدين السياسي والقانوني أمام مؤسسات دولية مهمة بسبب الانحياز الكامل لإسرائيل في الحرب على غزة، بما يعكس كيف يمكن أن تفقد الولايات المتحدة، وإسرائيل، أي سلطة أخلاقية لديهما، وجعلهما معزولتين سياسيًا ومخالفتين للقانون الدولي". وأضاف وارنر أن الفيتو الأمريكي في 20 فبراير الماضي ضد قرار مجلس الأمن المطالب بوقف إطلاق النار الإسرائيلي في غزة أبرز العزلة السياسية للولايات المتحدة وإسرائيل، فقد كانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي صوتت ضد القرار، بينما صوتت مع القرار دول صديقة لأمريكا مثل فرنسا واليابان وسويسرا وجمهورية كوريا ومالطا، مشيرًا إلى أن الجزائر قدمت قرارًا أمام مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة قبل التصويت، وقال سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جمعة: "التصويت لصالح هذا المشروع يعد دعمًا لحق الفلسطينيين في الحياة، وعلى العكس، التصويت ضده يعني تأييد العنف الوحشي والعقوبات الجماعية المفروضة عليهم"
وقال الكاتب : مع هذا الفيتو، تستمر الولايات المتحدة في الدفاع عن إسرائيل أمام مجلس الأمن بطريقة معزولة؛ رافضةً قرارات تنتقد إسرائيل أكثر من 40 مرة منذ عام 1945، كان آخر فيتو أمريكي هو الثالث في مجلس الأمن بشأن إسرائيل وغزة، منوهًا بأن دفاع الولايات المتحدة بإصرار عن إسرائيل أمام مجلس الأمن على الرغم من اعتراف محكمة العدل الدولية بارتكاب إسرائيل جرائم إبادة ضد الشعب الفلسطيني يجعل أمريكا معزولةً سياسيًا.
وقال ريتشارد جوان، مدير الأمم المتحدة لمجموعة الأزمات الدولية: إن "أمريكا استخدمت الفيتو قبل أيام قليلة في اجتماع مجلس الأمن الذي يحيي هجوم روسيا الكامل على أوكرانيا، والآن رفض أمريكا لقرار وقف اطلاق النار في غزة، سيشجع الحديث بشأن معايير مزدوجة أمريكية وعزلها، وفقدانها السلطة الأخلاقية"
وانتقد وارنر تعالي إسرائيل وتعمدها انتهاك القوانين الدولية، حيث رفضت إسرائيل المشاركة "شفهياً" في جلسة الاستماع لمحكمة العدل الدولية خلال الفترة من 19 إلى 26 فبراير، وفقاً لقرار 2022 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن "العواقب القانونية الناشئة عن سياسات وممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية"، بمشاركة 52 دولة و3 منظمات، وهو أكبر عدد من الأطراف المشاركة في أي قضية منفصلة في المحكمة الدولية منذ عام 1945. وإذ لم تشارك إسرائيل في الجلسات الشفهية، فإنها اكتفت بتقديم بيان كتابي بطول 5 صفحات
وقد وصف رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو القضية بأنها "قذرة" و"مخجلة"
ومرة أخرى، دافعت الولايات المتحدة عن إسرائيل أمام الأغلبية الكبيرة، فوفقًا لصحيفة واشنطن بوست، فإن "الولايات المتحدة كانت الدولة الوحيدة بجانب فيجي التي دافعت عن إسرائيل خلال الجلسات"
وبشأن ما حدث للتدابير المؤقتة المتعلقة بالمساعدة الإنسانية أشارت The Guardian إلى الانتهاكات الصارخة التي ارتكبتها إسرائيل، مؤكدةً حدوث أخطر انتهاكات في ما يتعلق بالمساعدات، إذ صلت الحالة الإنسانية إلى حالة حرجة للغاية، مع تفاقم القيود القائمة التي تعيق تقديم المساعدة الأساسية"
ونوه الكاتب بتقرير لقناة الجزيرة مفاده أن الخبراء يقولون إن فيتو واشنطن لقرار محكمة العدل الدولية المعتمد قد يلحق ضررًا ويقوض دعوات الرئيس الأمريكي جو بايدن للآخرين، بما في ذلك منافسون مثل الصين وروسيا - للالتزام بنظام القواعد الدولي"
وأشار إلى ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز بشأن قول السيد بايدن إن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كانت قد ذهبت إلى حد الإفراط في سير الحرب في غزة"
في اليوم التالي قال أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكية إن الحكومة الأمريكية ستعتبر المستوطنات الإسرائيلية الجديدة في الأراضي الفلسطينية "غير متسقة مع القانون الدولي"
وأضاف "وارنر" في نهاية مقاله أن ما قاله جو بايدن هو ما قاله توني بلينكن حتى تفصل الولايات المتحدة نفسها عن إسرائيل أمام تصاعد انتقادات العالم، إلاّ أنها ستظل شريكة في إبادة ممكنة في الوقت الحالي، على الأقل ستظل الولايات المتحدة وإسرائيل خارجتين عن القانون ومتمردتين وخاسرتين"
رواية أخرى لم ترو، تلك التي يعيشها...