This is a notification message.
في الوقت الذي يحتفل فيه كل العالم بقدوم شهر رمضان المبارك بالزينة والمظاهر الاجتماعية، يعيش أهل غزة وسط القصف والدمار والقتل والنزوح منذ أكثر من 5 أشهر، ليحولها إلى مدينة أشباح، بين شهيد وجريح ومشرد، إذ دمر الاحتلال الإسرائيلي جميع المرافق والمباني والمؤسسات والمنازل والمساجد وكل ما له علاقة في تدعيم صمود المواطن واستمرار حياته. شهر رمضان هذا العام مختلف أيضًا على قطاع غزة، ففي مقاطع كثيرة موثقة يتساءل الناس في غزة بمختلف أعمارهم وأجناسهم كيف سيحل الشهر الكريم على الناس وحال القطاع يرثى له في ظل الدمار الهائل الذي يحيط به؟ فلا مساجد ولا محال تجارية ولا أسواق تعج بالناس ولا حتى مواد تموينية أو صحية متوفرة، فالقطاع يعاني من مجاعة ممنهجة يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي على 2.4 مليون مواطن في قطاع غزة. وفي ظل حرب التجويع التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي على أهالي قطاع غزة، وخاصة في مناطق الشمال المحاصر يعاني ما يقرب من 800 ألف نسمة فيه من الجوع المُدقع الذي دق ناقوس الخطر وتجاوز حدود المعقول في ظل صمت عالمي، وبناءً على تصريح من وزارة الصحة في غزة أكدت فيه ارتفاع حصيلة شهداء سوء التغذية والجفاف إلى 25 شهيدًا في قطاع غزة حتى تاريخ هذا اليوم. وفي مقاطع عدة موثقة يتساءل أهل غزة وخاصة في المناطق الأكثر جوعًا كيف سيستقبلون شهر رمضان في ظل تفاقم هذه الأزمة وعدم توافر المواد الغذائية اللازمة؟ داعين العالم إلى التحرك الفوري والعاجل لإدخال المساعدات وفك الحصار وضمان وصولها إلى جميع مناطق القطاع عبر الممرات البرية، منتقدين عمليات الإنزال الجوي التي تسببت مؤخرًا بمقتل 5 مواطنين نتيجة خلل في مظلات صناديق المساعدات. ومنذ السابع من أكتوبر من العام الماضي تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي طالت آلاتها كل ما من شأنه المساعدة في استمرار وتدعيم الحياة، واغتالت الصواريخ وآلة الحرب دور العبادة في قطاع غزة، ولم يتبقَ إلا القليل منها يمكن للناس الصلاة فيه وإقامة طقوسهم الدينية خلال شهر رمضان المبارك، إذ أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة في بيان لها أن الجيش الإسرائيلي دمر ألف مسجد واغتال أكثر من 100 داعية وخطيب في القطاع . وأشارت الوزارة في بيانها إلى أن الاحتلال الإسرائيلي دمر كلياً أو جزئياً ألف مسجد من أصل 1200 بما في ذلك المساجد الأثرية التي كانت تحمل عبق التاريخ وتجسد عراقة الهوية الفلسطينية، ولم تسلم الكنائس أيضا حيث دمر الاحتلال كنيسة الروم الأرثوذكس وعدة مرافق إدارية ولجان زكاة ومدارس تعليم القرآن ومقر البنك الوقفي. وخلال مقاطع موثقة عديدة أظهرت أهل غزة وهم يؤدون الصلاة في الطرقات وعلى أنقاض دور العبادة المدمرة، وعبّر البعض منهم عن الحزن الذي يعتريهم بسبب فقدان المساجد وافتقادهم لصوت الآذان الغائب في ظل الحرب المستمرة على القطاع، فيما أشار آخرون إلى أن فرحتهم بقدوم الشهر الفضيل منقوصة إذ يحل عليهم الشهر الفضيل بحالة من الفقد المؤلم لأفراد من عائلاتهم، وغياب أدائهم للطقوس الدينية والاجتماعية.
رواية أخرى لم ترو، تلك التي يعيشها...
أكّد الكاتب دانيال وارنر، أن...