This is a notification message.

الصحفيون بالسودان في مرمى النيران

تقارير > ٢٥ يوليو ٢٠٢٤, ٠٧:٠٠ص
المركز القطرى للصحافة

يرصد المركز القطري للصحافة تواصل معاناة الصحفيّين السودانيين في ظلّ النزاع المسلح الذي يجعلهم في مرمى نيران طرفَي الصراع.   وسجّلت منظمات حقوقيّة محليّة ودوليّة العديد من الانتهاكات التي طالتهم، حيث تعرّض عدد من الصحفيين للاعتقال والتهديدات والاعتداءات من قبل عناصر تتبع لكل من الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع.  

وأدى النزاع إلى فقدان العديد من الصحفيّين لوظائفهم، حيث أُجبرت المؤسسات الإعلامية على إغلاق أبوابها بسبب الدمار الذي لحق بها.   وبحسب نقابة الصحفيين السودانيين، تعرض أكثر من 390 صحفيًا لانتهاكات مباشرة، بما في ذلك حالات اعتداء جسدي واعتداءات جنسية، كما سجلت النقابة 39 حالة اختطاف وتوقيف، و28 حالة إطلاق نار استهدفت صحفيين. وأشارت النقابة إلى أن بعض الصحفيين قُتلوا بنيران قوات الدعم السريع، بينما سقط آخرون نتيجة قذائف على منازلهم.

ونوهت بفقد 6 صحفيين حياتهم خلال النزاع، منهم الصحفية سماهر عبد الشافع، والصحفية حليمة إدريس، والصحفي عصام حسن مرجان، والصحفي عصام الحاج، والصحفي أحمد يوسف عربي، والصحفي خالد بلل.   في مدينة الدمازين، تم اعتقال الصحفي صديق دلاي من قبل استخبارات الجيش، بعد أن انتقد في مقال له حادثة مقتل أحد أقربائه.   وفي أحدث الانتهاكات، تلقت الصحفية سمر سليمان تهديدات من مجهولين بعد مغادرتها الخرطوم إلى ولاية كسلا.

وتم نشر صورتها على وسائل التواصل الاجتماعي مع اتهامات زائفة بدعمها قوات الدعم السريع أو انتمائها لأحزاب سياسية.  

الإجراءات القانونية

  في السياق ذاته، تواجه الصحافة السودانية تضييقًا كبيرًا، حيث أغلقت السلطات السودانية في أبريل 2024 مكاتب قنوات العربية والحدث وسكاي نيوز، قبل أن يتم التراجع عن قرار الإغلاق بالنسبة لقناتي العربية والحدث، بينما لا يزال مكتب قناة سكاي نيوز مغلقًا.

وتواجه الصحافة تحديات إضافية، حيث سجلت النيابة العامة في أبريل 2024 لائحة اتهام ضد صحفيين مثل صباح محمد الحسن، وماهر أبو الجوخ، بتهم تصل عقوبتها إلى الإعدام.   الجهود المستمرة   تشير الأوضاع الحالية إلى أن الصحفيين السودانيين يواجهون أكبر التحديات منذ سنوات طويلة.  

فقد أُجبروا على مواجهة انتهاكات وتضييق من الطرفين المتنازعين، وهو ما يهدد بشكل كبير حرية الصحافة في السودان. ورغم التهديدات والترهيب، يواصل الصحفيون مثل سمر سليمان تقديم العون للنازحين، والعمل على رفع الوعي حول قضايا السلام وحقوق الإنسان.

وفي الوقت الذي يعاني فيه الصحفيون من هذه الانتهاكات، تبقى الحاجة إلى حماية حقوقهم وضمان حرية الصحافة جزءًا أساسيًا من جهود المجتمع الدولي والمحلي لإنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار في السودان.  

موقف اليونسكو

  في 8 يونيو الماضي عبرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عن قلقها العميق إزاء استمرار قتل الصحفيين الذين إما ظلوا في الخرطوم أو فروا إلى أماكن أكثر أمانًا، ليتم اغتيالهم لاحقًا على يد قوات الدعم السريع.

  وأدانت السيدة أودري أزولاي المديرة العامة لليونسكو، مقتل الصحفيين السودانيين: خالد بلل في مارس 2024، وحليمة إدريس في أكتوبر 2023. تواصل اليونسكو إدانة الهجمات المختلفة على الصحفيين والأوضاع المأساوية التي أدت إلى مقتل أكثر من 20 إعلاميًا.

وأكدت اليونسكو على الدور الحاسم للإعلام الحر والمستقل في توثيق وتغطية النزاعات، مشيرةً إلى أن استهداف الصحفيين لا يُعد انتهاكًا لحقوقهم الشخصية فحسب، بل هو أيضًا اعتداء على حرية الصحافة وحق الجمهور في الحصول على المعلومات حول الأحداث التي تجري في السودان. وأكدت اليونسكو أن أوضاع الصحفيين في السودان أصبحت أكثر خطورة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.  

فقد استهدفت قوات الدعم السريع وفصائل النزاع الأخرى الصحفيين بشكل محدد، مما قلل بشكل كبير من قدرتهم على تغطية النزاع.   ونتيجة لذلك، تم إجبار العديد من الصحفيين على مغادرة البلاد، غالبًا ما يتركون خلفهم ممتلكاتهم ويعرضون حياتهم للخطر بحثًا عن الأمان.

وقد تمكن بعضهم من الوصول إلى مناطق أكثر أمانًا أو إلى دول مجاورة، بينما واجه آخرون صعوبات كبيرة في العثور على ملاذ.   وأكدت المنظمة الأممية أن استهداف الصحفيين له تأثير مخيف على تدفق المعلومات، مما يجعل من الصعب بشكل متزايد على العالم فهم مدى النزاع وتأثيره على المدنيين.

يذكر أن النزاع العسكري في السودان بدأ في 15 أبريل 2023، حينما اندلعت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى تصاعد المعارك وأزمة إنسانية حادة في البلاد، ليتضرر قطاع الإعلام بشكل كبير خلال تلكالأزمة، وأصبح الصحفيون والصحفيات في السودان هدفًا للتهديدات والاعتداءات من قبل أطراف النزاع.

المركز القطرى للصحافة
جحيم العدوان في غزة بعيون فلسطينيين في قطر ٢٧ مارس ٢٠٢٤, ٠٩:٠٠ص

رواية أخرى لم ترو، تلك التي يعيشها...

المركز القطرى للصحافة
مخطط سرّي لتصفية «أونروا» على 3 مراحل ١٠ مارس ٢٠٢٤, ٠٩:٠٠ص

تعيش وكالة الأمم المتحدة لغوث...