This is a notification message.
قال تقرير لـ"يورونيوز" تحت عنوان " العمل على حافة الموت": إنه مع عودة الجيش الإسرائيلي إلى عملياته العسكرية في غزة، عاد مشهد استهداف الصحفيين والمراسلين الفلسطينيين، حيث قُتل مراسلان في جنوب القطاع وشماله، ليبلغ عدد الضحايا من الإعلاميين هناك 211 صحفياً وصحفية، كما تجاوز العدد الإجمالي للقتلى بنيران الجيش الإسرائيلي 50 ألفاً، بينما بلغ عدد المصابين نحو 113 ألفاً حسب مصادر رسمية.
وأكد التقرير تزايد الخطر المحدق بحياة الصحفيين في غزة، لافتاً إلى أنه بفارق ساعة واحدة، قُتل صحفيان فلسطينيان في القطاع بنيران الجيش الإسرائيلي. الأول هو مراسل قناة "فلسطين اليوم" محمد منصور، الذي قضى إثر قصف منزل في منطقة البطن السمين غربي خان يونس جنوب غزة. أمّا الثاني فهو حسام شبات مراسل قناة الجزيرة في شمالي القطاع، وقد قتل جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارته في شارع صلاح الدين شمالي غزة.
الخوذ والسترات
وأوضح التقرير أن الصحفيين في غزة عادوا لارتداء السترات والخوذ الواقية من الرصاص، بعدما ارتاحوا من أثقالها لأسابيع خلال فترة وقف إطلاق النار الهش. لافتاً إلى أن السلطات الإسرائيلية تمنع منذ عام 2007 إدخال معدات السلامة والأمن الخاصة بالصحفيين.
وبحسب منظمة "مراسلون بلا حدود" لا تزال إسرائيل تمنع دخول الإعلاميين الأجانب لتغطية الأحداث والتطورات العسكرية والإنسانية في غزة، كما تمنع الصحفيين الفلسطينيين المنفيين من العودة إلى القطاع.
وتشير إلى "مقتل ما لا يقل عن 180 من الإعلاميين على يد الجيش الإسرائيلي في غضون 15 شهراً من الحرب، بينهم 42 على الأقل لقوا حتفهم أثناء قيامهم بعملهم.
خطر الموت
ووصف الصحفي يوسف فارس الذي يعمل مراسلاً في قطاع غزة منذ أكثر من 15 عاماً في حديث لـ"يورونيوز" وضع الصحفيين في غزة بالـ"خطير جداً على حياتهم"، ويشرح كيف "تعرض العاملون في المراسلة الميدانية والمؤثرون منهم، لتهديدات إسرائيلية مباشرة من الجيش الإسرائيلي عبر وصفهم بأنهم عناصر منتمية إلى الفصائل المسلحة وليسوا صحفيين".
أما التهديدات غير المباشرة التي يتعرض لها معظم الإعلاميين في غزة، فتبرز عبر "التحريض عليهم من قبل إسرائيليين عبر مجموعات تليغرام تدعو إلى قتلهم".
وحسب تقرير يورونيوز، يمكن تقسيم الصحفيين في غزة إلى عدّة فئات: الفئة الأولى تمارس عملها رغم كل المخاطر والتهديدات "إذ إنهم يعلمون ثمن خيارهم المهني". أما الفئة الثانية فهم صحفيون اضطروا لوقف عملهم نتيجة خطورة الأوضاع، والثالثة تضم إعلاميين غادروا القطاع.
وينقل صحفيون من غزة أنّ تحركاتهم من أكثر من عام باتت محصورة جداً في أماكن الأحداث بالقطاع، خصوصاً أن القصف يمنعهم من التحرك ميدانياً، كما "أن تعاونهم مع الدفاع المدني والإسعاف للوصول إلى مناطق القصف لم يعد موجوداً، بعدما تعرضت الطواقم الإنسانية للتهديد والقصف؛ بسبب نقل الصحفيين" وفق ما يؤكد فارس لـ"يورونيوز".
معاناة لوجستية
ويعاني الصحفيون في غزة من أزمة متواصلة في الاتصالات والإنترنت، إلى درجة تفرض عليهم أحياناً التوجه سيراً على الأقدام لمسافات طويلة تحت خطر القصف، من أجل التأكد شخصياً من معلومة معينة قبل نشرها حين يسمح وضع الاتصالات بذلك.
كذلك يواجه المراسلون مشكلة ضعف الإنترنت حيث يستغرق تحميل مواد بحجم صغير جداً وقتاً طويلاً، لكن ذلك يبقى أهون مقارنةً بخطر الموت الذي يتعرضون له في كل لحظة، حتى في بيوتهم، إذ إن قسماً كبيراً من الصحفيين القتلى في غزة قضوا خلال وجودهم في بيوتهم التي تعرضت للقصف.
أخطر مكان
ويشير تقرير نشره "الاتحاد الدولي للصحفيين" إلى أن عام 2024 كان "سنة دموية بشكل خاص"، حيث قُتل خلالها 104 صحفيين حول العالم، أكثر من نصفهم في قطاع غزة ولبنان منذ السابع من أكتوبر 2023.
وفي مايو 2024 منحت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة جائزتها السنوية لحرية الصحافة "غييرمو" للصحفيين الفلسطينيين الذين يغطون أحداث غزة. وقد جرى ذلك بناء على توصية هيئة تحكيم دولية.
لم تتوقف حتى اليوم تقارير المنظمات الحقوقية والصحفية الدولية عن سوء أوضاع الإعلاميين في غزة؛ بسبب الحرب المستمرة، حيث صنّفت مختلف المنظمات، القطاع المحاصر بالمكان "الأكثر دموية للصحفيين على وجه الأرض".
ووصفت منظمات أخرى غزة بأنها " أخطر المناطق في تاريخ الصحافة". ولعلّ ذلك ما يفسّر المشهد المستمر لمقتل الصحفيين بنيران القوات الإسرائيلية، وتحويلهم إلى المأساة نفسها بدلاً من أن يكونوا الصوت الذي ينقلها للعالم.
تستقبل نساء غزة يوم الأم...
تواصل الآلة الإعلامية الإسرائيلية حربها...