Arabic English

المركز القطري للصحافة يدين اعتقال صحفي فلسطيني بالضفة الغربية

يدين المركز القطري للصحافة اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الصحفي الفلسطيني علي السمودي (55 عاماً) بعد مداهمة وتدمير محتويات منزله في حي الزهراء بمدينة جنين شمالي الضفة الغربية.

ويؤكد المركز أن مثل هذه الانتهاكات الإسرائيلية، تأتي في سياق سياسة ممنهجة لاستهداف الصحفيين والإعلاميين في غزة والضفة الغربية، تشمل اعتقالهم إدارياً، وقصف مواقع تمركزهم وأماكن سكنهم لإسكات الإعلام الحُر، وطمس الحقيقة، ومنعهم من كشف ما تقوم به قوات الاحتلال من حرب إبادة ضد الفلسطينيين.

ويطالب المركز، المجتمعَ الدولي والمنظمات الأممية والحقوقية والإعلامية بإدانة استهداف الصحفيين في غزة، والضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة بالاعتقال والقتل، والتحرك العاجل؛ لتوفير الحماية لهم، ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي أمام المحاكم الدولية على الانتهاكات غير المسبوقة بحق الإعلاميين والمدنيين.

ويدعو المركزُ، المجتمعَ الدولي للضغط على إسرائيل لإطلاق سراح الصحفيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية، الذين يعانون ظروفاً قاهرة تحرمهم من أبسط حقوق الأسرى، التي نصت عليها القوانين والمواثيق الدولية.

 وينوه المركز بتعرض الصحفيين الفلسطينيين لانتهاكات متكررة من قوات الاحتلال خلال عدوانها المستمر على قطاع غزة واقتحاماتها للضفة الغربية. ووفقاً لنقابة الصحفيين الفلسطينيين استشهد 15 صحفياً فلسطينياً بنيران الاحتلال خلال الربع الأول من العام الحالي، فيما تعمد جيش الاحتلال استهداف الصحفيين بالقتل منذ بدء حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، ما أدى إلى استشهاد 216 صحفياً وصحفية، وإصابة المئات منهم وفق مصادر رسمية.

نداء دولي

وفي منتصف أبريل الجاري، وجّه المركز نداء دولياً عبر خطابات رسمية إلى منظمات دولية، مثل «مراسلون بلا حدود»، و«الاتحاد الدولي للصحفيين»، و«هيومن رايتس ووتش»؛ للمطالبة بحماية الصحفيين في غزة والضفة الغربية ومحاسبة المعتدين.

وجاء في النداء الدولي: إزاء تلك الهجمة غير المسبوقة والمستمرة ضد الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية الذين أصبحوا هدفاً مباشراً لآلة القتل الإسرائيلية، يخاطب المركز القطري للصحافة، المنظمات الأممية، والحقوقية، والصحفية والإعلامية، لتحمل مسؤوليتها، والتحرك العاجل لوقف نزيف الدم، وتوفير الحماية القانونية واللوجستية للصحفيين والإعلاميين في الأراضي الفلسطينية.

وقائع الاعتقال

وأكد محمد السمودي، نجل الصحفي علي السمودي، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي حقّقت ميدانياً مع والده لنحو نصف ساعة، بالتزامن مع تفتيش غرف المنزل والعبث بمحتوياتها وتخريب بعضها، ثم اقتادته إلى إحدى دورياتها العسكرية واعتقلته، قبل أن تنقله إلى أحد مراكزها، من دون معرفة مكان احتجازه حتى الآن.

وأشار إلى أن والده كان يعمل مراسلاً لقناة الجزيرة الفضائية، ويعمل حالياً مراسلاً لصحيفة القدس المحلية، وهو معروف بعمله الميداني وتغطيته المستمرة للأحداث.

والصحفي علي السمودي سبق أن اعتقلته قوات الاحتلال خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت عام 1987، كما تعرّض لإصابات عدّة أثناء تغطيته للأحداث، أبرزها إصابته خلال مرافقة الصحفية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة "الجزيرة"، لحظة استشهادها في مخيم جنين قبل نحو ثلاث سنوات.

اعتقالات وقمع

وأكدت نقابة الصحفيين الفلسطينيين أن الاحتلال الإسرائيلي دمر 12 منزلاً للصحفيين بالصواريخ والقذائف، وأصاب 11 بإصابات خطيرة.

ووثق تقرير أصدرته "لجنة الحريات" التابعة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، 15 حالة اعتقال طالت صحفيين من منازلهم أو خلال عملهم الميداني، ولا يزال بعضهم قيد الاحتجاز، بينما أفرج عن آخرين بعد أيام أو ساعات".

وأفاد التقرير بأن نحو 117 صحفياً (معظمهم من الضفة الغربية) تعرضوا للاعتداء أو القمع أو المنع من التغطية، خصوصاً في مدينتي القدس وجنين، إلى جانب مصادرة وتحطيم معدات العمل في 16 حالة موثقة.

ونفذ الاحتلال الإسرائيلي 179 عملية اعتقال بحق صحفيين منذ السابع من أكتوبر 2023 حتى الآن. وأُفرج عن بعض الصحفيين بعد ساعات من احتجازهم، في حين اعتُقل آخرون لعدة أشهر، ولا يزال نحو 50 صحفياً قيد الاعتقال في سجون الاحتلال حتى اليوم.

9900 معتقل

ويبلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال أكثر من 9900 حتى بداية شهر مارس الماضي، من بينهم نحو 400 طفل، ونحو 28 امرأة، ونحو 3405 معتقلين إداريين.

 كما يبلغ عدد من صنّفتهم إدارة سجون الاحتلال من معتقلي غزة بـ"المقاتلين غير الشرعيين" 1747، علماً أن ذلك لا يشمل جميع معتقلي غزة، وتحديداً من هم في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال، وفقاً لمؤسسات الأسرى الفلسطينيين.