This is a notification message.

المركز القطرى للصحافة

علي حسن الجابر

علي حسن الجابر.. رصاصة أسكتت قلبه وعدسته نطقت بالحقيقة

الجنسية: - قطر

الدوحة - 12 مارس 2024:

سيظل اسم المصور الصحفي القطري الراحل "علي حسن الجابر" خالدًا في سجل الإعلام العربي، الذين ضحوا في سبيل ضميرهم المهني والأخلاقي عند نقل حقيقة ما يدور في مناطق الصراعات، حتى لو كانت حياتهم ثمنًا لإيصالها إلى العالم. عاش "الجابر" 30 عامًا عاشقًا للكاميرا، فكانت آخر ما حمله لحظة استهدافه وذلك خلال مشاركته فريق الجزيرة في تغطية الانتفاضة الشعبية في ليبيا التي اندلعت بوجه الرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي. ولد "الجابر" بالدوحة في 12 ديسمبر 1955 ، حصل على البكالوريوس والماجستير في التصوير السينمائي من المعهد العالي للسينما (أكاديمية الفنون في القاهرة) عام 1991، ليكون من أوائل القطريين الحاصلين على تأهيل أكاديمي في مجال التصوير السينمائي. بدأ  عمله في تلفزيون قطر رئيساً لقسم التصوير والكاميرا المحمولة منذ عام 1979  وحتى عام 2001، كما عمل مشرف تصوير في اللجنة الأولمبية الأهلية في  الفترة فيما بين 2001 و2005، بعدها أصبح مديراً لمكتب "سي أن بي سي" بالدوحة، ثم انتقل للعمل رئيساً لقسم التصوير في قناة الجزيرة الفضائية. وقد أنجز الراحل خلال حياته المهنية عدّة أفلام تسجيلية، منها فيلم عن قطر والكويت بعنوان "محنة وابتلاء" كما عمل في مهمات صحفية عديدة لتغطية النزاعات في الشيشان وأفغانستان وليبيا. تم استهداف "الجابر" في 12 مارس2011 خلال تغطيته مع فريق الجزيرة النزاع في ليبيا وذلك بكمين مسلح هاجم فريق الجزيرة، وأصيب فيه أيضاً ناصر الهدار مراسل الجزيرة بجروح. وقد أكد مراسل الجزيرة في بنغازي بيبه ولد امهادي الذي كان إلى جوار الجابر في السيارة المستهدفة أن الراحل أصيب بثلاث رصاصات خرقت واحدة منه قلبه النابض بالحقيقة فأودت بحياته حيث فشلت جهود إسعافه.  كان آخر ما التقطته عدسة علي حسن الجابر الذي شغل رئاسة قسم التصوير بقناة الجزيرة صور ضريح "أسد الصحراء" المناضل عمر المختار في بلدة سلوق جنوب غرب بنغازي، ووثق انطباعات أهالي تلك المنطقة، قبل أن تغتاله رصاصات الغدر في مهمته إلى بنغازي حيث شكّ فريق الجزيرة أنه ملاحق من سيارة غريبة طاردتهم حتى منطقة الهواري على بعد 20 كلم من بنغازي، وبداخلها شخصين ملثمين، أمطرا سيارة الجزيرة بشكل مفاجئ بوابل من الرصاص. أشعل اغتيال الجابر نيران الغضب، حيث شهدت عدة مدن ليبية مظاهرات حاشدة للتنديد باغتيال مصور الجزيرة، وأطلقت مدينة طبرق الحدودية اسمه على مدرستها الثانوية مدرسة "صقر الوحيد" كما أطلقت مدينة درنة اسمه على مدرسة "الفاتح". وأدى الآلاف في مدينة بنغازي شرق ليبيا صلاة الجنازة على الجابر، ورفعت الجماهير في ساحة الشهداء وسط المدينة لافتات تنعيه. وتكرر المشهد في قطر، ففي 14 مارس 2011 استقبل الجثمان في مطار الدوحة الدولي جمع غفير يتقدمهم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر (ولي العهد في ذلك الوقت)، وعدد كبير من المسؤولين في شبكة الجزيرة إلى جانب زملاء الشهيد جنباً إلى جنب مع أفراد عائلته حيث نقل الجثمان في نعش غطي بالعلم القطري، وعلم الاستقلال الليبي. تعهدت قناة الجزيرة التي خيم عليها الحزن بمقتل أحد أعضاء فريقها البواسل منذ اللحظة الأولى بملاحقة الجناة، وأكدت حينها القناة أنّ هذا الاعتداء المُتعمد يأتي في ظل حملة استهداف وتحريض ضد صحفيي الجزيرة وطواقمها ممن يقومون بواجبهم المهني في نقل وقائع الثورة الليبية، مشددة أن هذا العمل الإجرامي، لن يثنيها عن مواصلة أداء رسالتها الإعلامية ونقل الوقائع أينما كانت بمهنية وعزيمة، مع التعهد بملاحقة الجناة. بعد عامين من اغتيال "الجابر" تكشفت حقائق جديدة، بعد سقوط المتهم الرئيسي في الجريمة ، ففي 14 فبراير 2013 أعلن الأمن الليبي اعتقال منفذ عملية اغتيال المصور الصحفي علي حسن الجابر ، والذي اعترف تفصيليًا بالتخطيط والتنفيذ للعملية بتحريض من نظام العقيد معمر القذافي الذي اتهم مراراً قناة الجزيرة بتضخيم الأحداث في ليبيا. لكن سيرة "الجابر" مستمرة كنموذج وقدوة لأجيال قادمة من الإعلاميين، وظلت الجزيرة محافظة على ثوابتها رغم الرصاص، وما انفكت مسيرة التضحية مستمرة بحثاً عن الحقيقة وفي مواجهة تكميم الأفواه إلى الأبد.