This is a notification message.

التغطية الإعلامية من منظور قانوني وإنساني

  • التاريخ: ١٢ يونيو ٢٠٢٣, ٠٩:٠٠ص
  • المركز القطري للصحافة بدأ يؤتي ثماره

    خلال افتتاحه ورشة «التغطية الإعلامية من منظور قانوني وإنساني».. الرميحي:

    نظم المركز القطري للصحافة ورشة تدريبية بعنوان: «التغطية الإعلامية من منظور قانوني وإنساني» ، وذلك بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري والصليب الأحمر الدولي بحضور عدد من الإعلاميين وذوي الاختصاص، كما تم على هامش الورشة افتتاح معرض «حقوق الإنسان» بمشاركة «21» فنانا تشكيليا، بالتعاون مع «جماعة الفنانين العالميين بالدوحة»، وضم المعرض عددا من اللوحات المعبرة عن قضايا الحريات وحقوق الشعوب والأفراد.

المركز القطرى للصحافة

في السياق رحب سعادة الاستاذ سعد بن محمد الرميحي، رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة في كلمته الافتتاحية بسعادة السيد يوسف بن علي الخاطر رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري، والسيدة شيرين بوليني رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطر والمشاركين في الورشة.

 

وأشار إلى أن الدور المناط بالمركز القطري للصحافة بدأ يؤتي ثماره بمثل هذه الندوات وورش العمل، التي تؤكد على الدور المهم لهذا المركز في توفير فرص التدريب والتأهيل عبر الندوات والمحاضرات لجميع فئات المجتمع، قائلا هذه اول تجربة نخوضها اليوم تؤكد على الدور الفاعل الذي يقوم به الزملاء الافاضل في المركز بقيادة الاستاذ الفاضل والاعلامي القدير صادق محمد العماري المدير العام للمركز في ظل تعاونه مع الاستاذة شيخة الخاطر وباقي زملائهم في اثراء هذا المشهد وتقديم كل جميل وشيق.

 

ومن جهته أكد الاستاذ صادق محمد العماري، المدير العام للمركز القطري للصحافة أن ورشة: «التغطية الإعلامية من منظور قانوني وإنساني» هي باكورة تعاون المركز مع الهلال الاحمر القطري، معبرا عن فخر المركز القطري للصحافة بالتعاون مع الهلال الاحمر القطري الذي سيتسمر في فعاليات أخرى قادمة بان الله.

 

تنظيم مشترك

ومن جانبه قال سعادة السيد يوسف بن علي الخاطر، رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري في كلمته بمناسبة افتتاح الورشة التدريبية: بدايةً نتوجه بجزيل الشكر إلى سعادة الأخ الفاضل سعد بن محمد الرميحي، وفريق عمل المركز القطري للصحافة، على ضيافتهم الكريمة، ونرحب بكم جميعاً في هذه الورشة المهمة، التي تُعقد بتنظيم مشترك بين الهلال الأحمر القطري، والمركز القطري للصحافة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، تحت عنوان: «التغطية الإعلامية من منظور قانوني وإنساني»، وهي باكورة النتائج المترتبة على مذكرة التفاهم الموقعة مؤخراً بين الهلال والمركز القطري للصحافة، واستمرار للتعاون القائم بين الهلال واللجنة الدولية في شتى المجالات والاختصاصات المشتركة.

 

وأضاف رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري قائلا: تعد هذه الورشة واحدة من سلسلة المحاضرات وورش العمل التي ينظمها الهلال الأحمر القطري، بالتعاون مع مختلف الجهات الشريكة، ضمن برنامجه السنوي للتعريف بالقانون الدولي الإنساني، وحقوق الإنسان، والدبلوماسية الإنسانية، بهدف نشر هذه الثقافة بين أفراد المجتمع وفئاته، مع التركيز على فئة الشباب والنشء، والقطاعات المهنية المعنية أكثر من غيرها بهذا الجانب، مثل قطاع الصحافة والإعلام، مشيرا إلى أهمية مثل هذه الورش التثقيفية بالنسبة للمراسل والمصور الصحفي، كمدخل للاطلاع على مستجدات الأوضاع الإنسانية في المنطقة والعالم، وفهم المعايير والمحددات التي ينبغي مراعاتها والوعي بها عند تغطية الموضوعات الخبرية، ومعرفة البنود والمفاهيم القانونية التي تكفل لهم الحماية أثناء العمل في مناطق النزاعات والحروب، لضمان سلامة الصحفيين الميدانيين أولاً وقبل كل شيء، ومساعدتهم على أداء رسالتهم الإعلامية والمهنية، دون فقدان لمزيد من أرواح الصحفيين والمراسلين ضحايا الاعتداءات والانتهاكات اللاإنسانية من أطراف النزاعات المسلحة.

 

قيم ومبادئ

ومن ناحيتها قالت السيدة شيرين بوليني، رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطر، إن الاشخاص الذين تستهدفهم اللجنة وبرامجها هم عادة من المتضررين في الحروب واعمال العنف ومساعدتهم وحمايتهم واللجنة منظمة مستقلة ومحايدة وتملك 160 عاما من الخبرة وتنسق مع المنظمات الدولية مثل الهلال الاحمر والجمعيات الوطنية مثل جمعية الهلال الاحمر القطري، حيث توجد 192 جمعية وطنية حول العالم وتلك كيانات موثوق بها ومحترفة في تقديم المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أن اتفاقيات جنيف الاربع لعام 1949 ضمنت نشر القانون الدولي الانساني على اوسع نطاق ممكن وادراج دراسته بمناهج التعليم العسكري والمدني.

وأضافت: تساعد اللجنة الدولية للصليب الاحمر السلطات الوطنية والقوات المسلحة والجامعات في مجال تدريس القانون الإنساني، والذي يتعامل فقط مع حالات النزاع المسلح والعواقب الوخيمة المترتبة عليه وليس الاسباب التي أدت لحدوثه، قائلة: نحرص للعمل وفقا لعدد من المبادئ مثل عدم التحيز والحيادية والاستقلال وهي بعض مبادئ الحركة الدولية للهلال والصليب الاحمر الدولي حيث اننا نتحدث عما نفعله لكن لا نتحدث عما نراه، مشيرة إلى أن عمل أي منظمة قائمة على مبادئ يكون معقدا ويستلزم أخذ الكثير من العوامل في الاعتبار من قبول اطراف النزاع لها، إلى أمن وسلامة موظفيها واحتياجات واهتمامات المستفيدين والقانون المنطبق والقدرة على ايصال الدعم في بيئة غير آمنة، بالإضافة إلى المفاوضات مع الحكومة أو الجماعات المسلحة من غير الدول، منوهةً بأنها على يقين بأن العروض التوضيحية والمناقشات التي تحتوي عليها الورشة التدريبية سوف تثير فضول المشاركين.

 

أنسنة الحرب

وبدوره استعرض الدكتور محمد النادي، رئيس المركز العربي للقانون الدولي الإنساني، خلال تناوله لأحكام القانون الدولي الإنساني في النزاعات، مجموعة صور تعكس معاناة الصحفيين والانتهاكات التي تمس حقوقهم المحمية بموجب القانون الدولي الانساني، لافتا إلى أن الصحفي هو مرآة المجتمع والشاهد على الحدث، موضحا أن تطورات القانون الدولي الانساني مرت بثلاث مراحل وهي مرحلة العصور القديمة ومرحلة الشرائع السماوية ومرحلة فلسفة الأنوار في العصر الحديث، مشيرا إلى أن القانون الدولي الانساني جاء من أجل «أنسنة الحرب» وحماية الاشخاص والبيئة والاعيان والممتلكات الثقافية والدينية.

وعرّف د. النادي خلال الورشة القانون الدولي الانساني والفئات والاعيان المحمية بموجبه، كما تطرق إلى محور حماية الصحفيين في ضوء قواعد القانون الدولي الإنساني، مستعرضا خلال الورشة تاريخ القانون الدولي الانساني أو ما يعرف بقانون الحرب والنزاعات المسلحة في العهود القديمة، حيث أكد ان ابعاد هذا القانون تستمد من وصايا فرعونية قديمة ومن وصايا حمورابي ومن الثقافة الهندية ومن رسائل الروم ثم من الشرائع السماوية والتي كان لها دور كبير في ذلك، منوها بأن المستثنين من حماية القانون الدولي الانساني فئتان فقط هما المرتزقة والجواسيس، على ان يتمتعا رغم ذلك بالحدود الدنيا للمعاملة الإنسانية.

 

منظور إنساني

وتطرقت السيدة يارا خواجة، مستشارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر للشؤون الإنسانية في قطر، إلى حماية الصحفيين والتغطية الإعلامية من منظور إنساني واستخدام المصطلحات القانونية، مشيرة إلى احتياج الناس للمعلومات بقدر احتياجهم للطعام، المياه، العلاج، المأوى، مستشهدةً بمقولة الصحفية البريطانية كرستيان امانبور: «أنت تغطي قصة، أنت تحكي قصة، أنت تُحدّد كيف يرى العالم القصة، عليك إذاً أن تفعل ذلك بطريقة صحيحة، عليك أن تعرف ما تفعله»، موضحة أن أخلاقيات المهنة الصحافية تقوم على عدم التحيز، حماية المصادر، التحقق من المعلومات، حماية الخصوصية والمعطيات الشخصية، حماية الضحايا.

 

وقالت مستشارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر للشؤون الإنسانية في قطر، إن دور الإعلام خلال النزاعات والكوارث يتمحور حول نقل الواقع ونشر المعلومة، وكذلك المساهمة في صناعة الرأي العام، وكشف الحقائق ومراقبة التجاوزات، مبينةً الممارسات الخاطئة للإعلام خلال تغطية النزاعات والكوارث، تتمثل في تحفيز الوصم والصور النمطية ضد فئة معينة عبر استعمال توصيف أو مفردات أو عبارات مشحونة أو ذات تعريف ضبابي لها أن تخلق بلبلة ومزيد من العنف أو تعمق الوصم، وأيضا نشر معلومات غير دقيقة أو تزييف الحقائق.