This is a notification message.

الجلسة الرابعة : الصورة تنافس الكلمة

  • التاريخ: ١٦ يوليو ٢٠٢٤, ٠٦:٤٥ص
  •  مصورون: مطلوب إعادة النظر في تصارح التصوير بالأماكن العامة.

     سعد الرميحي: إطلاق جوائز في الإعلام والصحافة والتصوير قريبًا.

     صادق العماري: المركز يتكفل بطباعة كتاب لصور ضيفَي المقهى.

     المصور عبدالعزيز الكبيسي: أول كاميرا اقتنيتها من والدي في الثمانينيات. مركز قطر للتصوير يوفر بيئة مناسبة لتنمية مهارات هواة ومحترفي التصوير.

     المصورة فرحة الكواري: والدي رفض احترافي التصوير ووالدتي دعمتني. تصوير الأبواب والفرجان القديمة شغفي كلمة صاحبة السمو عام 2006 كانت أكبر حافز لمواصلة التصوير

المركز القطرى للصحافة

ناقشت الجلسة الرابعة من جلسات مقهى الصحافة التي ينظمها المركز القطري للصحافة القطري أهمية الصورة في العصر الحالي، وتأثيرها على المتلقي، والتحديات التي تواجه المصوّرين القطريين في هذا المجال الذي سهّل من انتشاره الهواتف الذكية فدفعت بالكثيرين نحو هذا العالم.

 

استضافت الندوة التي أقيمت تحت عنوان "الصورة تنافس الكلمة" كلًا من المصور عبد العزيز الكبيسي - نائب مدير مركز قطر للتصوير ومدرب ومصور ومحكم في العديد من مسابقات التصوير-، والمصورة فرحة الكواري -أمين سر ملتقى الصورة-، وأدارتها الإعلامية أمل عبد الملك.

 

حضر الجلسة الأستاذ سعد بن محمد الرميحي- رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة-، وعدد من المهتمين من المصورين وصنّاع المحتوى.

 

واستهلت الجلسة بكلمة لرئيس مجلس الإدارة الذي أكد دعم المركز القطري للصحافة للمواهب الوطنية الشابة، مشيرًا إلى أن المواهب تحتاج لكثير من الرعاية والدعم لمواصلة إبداعها، داعيًا المصورين ألا يلتفتوا للعقبات والتحديات وأن يواصلوا توثيق مدن ومعالم قطر حتى تبقى إرثًا للأجيال القادمة، منوهًا - بحسرة - إلى عدم وجود صورة المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، للتشديد على أهمية الصورة في التأريخ والتوثيق، كاشفًا عن أن المركز القطري للصحافة يستعد لطرح جوائز في مجالات الإعلام والصحافة، ومن بين مجالاتها أجمل صورة؛ بهدف تشجيع ودعم المصورين القطريين.

 

وأعلن الأستاذ صادق محمد العماري مدير عام المركز القطري للصحافة ، عن استعداد المركز لطباعة كتاب يضم أبرز اللقطات للمصورَين عبد العزيز الكبيسي، وفرحة الكواري، لافتًا إلى أن المركز القطري للصحافة لديه إصداران هما "إرث المونديال" و"على سيف شرق" اللذان يوثقان الأحداث عبر الصورة، مؤكدًا حرص المركز على دعم المواهب القطرية الشابة، وتسليط الضوء على إبداعاتها وإبرازها في المجتمع. 

 

 الصورة أم الكلمة!

 

 وبدأت الإعلامية أمل عبد الملك النقاش بتوجيه سؤال للضيفين يتعلق بأيهما أهم.. الصورة أم الكلمة؟، فكان رأي المصورة فرحة الكواري أن الصورة تدعم النصوص الكتابية، لافتة إلى أهمية الصورة في الزمن الحالي، لاسيما في ظل الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، بالإشارة إلى الحرب على غزة، مشيرة إلى أنه في الكثير من الأحايين الصورة تصل أسرع من الكلمة، إلا أنهما يكملان المشهد.

 وأكد المصور عبد العزيز الكبيسي أن الصورة تنقل المشهد كما هو، والكلمة تشرح الصورة في ظل ازدحام العالم بالأخبار، موضحًا أن الصورة الخبرية رغم اختلافها عن الأسلوب المتبع في التصوير الفني أو الإعلاني إلا أن الصورة تبقى هي سيدة الموقف في تأريخ الأحداث، وتجميد اللحظات، لاسيما أن وتيرة الحياة ورتمها السريع جعل الصورة الأقرب إلى المتلقي.

 

 قطر فوتو  

 

وتوجهت الإعلامية أمل عبد الملك في حديثها للمصورة فرحة الكواري لسؤالها عن الأسباب وراء شغفها في تصوير الفرجان والأبواب القديمة، والتي تحدثت عن ولعها بالتصوير رغم رفض والدها هذه الموهبة قبل أن تصبح محترفة، مشيرة إلى أنها منذ 2004 بدأ شغفها بالتصوير من خلال تصفحها موقعًا يعرض مناطق وفرجان دولة قطر، وبالفعل بدأت مع كاميرا بسيطة من نوع "كوداك" وكانت من شقيقتها.

ونوهت فرحة الكواري بأنها واجهت الكثير من التحديات؛ بسبب رفض والدها ونظرة المجتمع لاحتراف الفتاة مجال التصوير، إلا أن والدتها كانت الداعم والسند، بل كانت تدفعها نحو ممارسة الهواية دفعًا باقتراح الأماكن للتصوير، والزوايا، فكان أول مكان تتوجه له للتصوير هو كورنيش الدوحة.

وأكدت أن احترافها التصوير في مواقع الأحداث لاقى استهجانًا كبيرًا في البداية، لكنها ثابرت ووضعت عينها على الهدف، ليكون عام 2006 العلامة الفارقة والنقلة النوعية لفرحة الكواري، حيث شاركت في أول معرض تصوير باسم "قطر فوتو" والذي أقيم في سوق واقف بالتزامن مع استضافة دولة قطر دورة الألعاب الآسيوية عام 2006، لتكون اللحظة الفاصلة  للمصورة فرحة الكواري هي زيارة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، وتوجيه حديث مباشر من صاحبة السمو لها وعدد من المصورات القطريات بأنهن النواة الأولى للمصورات القطريات، لافتة إلى أن هذه العبارة كانت دافعًا قويًا لمواصلة مسيرتها حتى الآن.

 وقالت المصورة فرحة الكواري: أما عن سبب تصويري الأبوابَ القديمة، منذ سنوات فيعود لشغفي بالتفاصيل المختزلة، فوراء كل باب تكمن قصة، وهذا الشغف جعلني أجوب شوارع وفرجان قطر وألتقط عددًا من الصور، والآن أنا أعمل على تكريس الموهبة في تصوير العمارة القطرية القديمة".

 

كاميرا من والدي

 

وعن بدايات المصور عبد العزيز الكبيسي، أوضح قائلًا: " أول كاميرا اقتنيتها كانت هدية من والدي عندما كنا في رحلة للقاهرة في الثمانينيات، وحينها بدأ ولعي بالتصوير، فكنت أصور كل ما تراه عيني، لكن بدايتي الحقيقية نحو الاحتراف والتدريب عام 2006، حيث بدأت عين المحترف التي صقلتها بالتدريب والممارسة، ورغم أنه في ذلك الوقت لم تكن مراكز للتدريب كما الآن، فإنني لم أتوقف أو أتراجع عن تطوير هذا الشغف حتى أصبحت مدربًا محترفًا في التصوير ".

وتناول الكبيسي في حديثه دور مركز قطر للتصوير في استقطاب ودعم المواهب عبر الدورات والورش التدريبية بأسعار رمزية، كما يتم تقديم محاضرات للمحترفين والتي تعقد بالتنسيق مع كبريات الشركات العالمية المصنّعة للكاميرات الاحترافية ذات الشهرة الواسعة.

 

الكاميرات الاحترافية

 

وانتقلت الإعلامية أمل عبد الملك في الحوار للسؤال عن تأثير الهواتف الذكية على الكاميرات الاحترافية، وفي هذا السياق، أوضح المصور الكبيسي: " إنَّ للهواتف الذكية بتقنياتها العالية للكاميرا الملحقة بها أثرًا على بيع الكاميرات الاحترافية، وهذا الأمر له سلبياته وإيجابياته، من سلبياته خفض مبيعات الكاميرات الاحترافية، ومن إيجابياته أصبح السواد الأعظم لديه حب التصوير، وتوثيق اللحظة، كما أن الكاميرا الاحترافية تتطلب الكثير من المعدات، في حين التصوير عبر الهاتف الذكي سهّل المهمة، وبرز دوره في الأحداث الأخيرة في الحرب على غزة، والجميع أصبح مراسلًا متخطيًا حراس البوابة".

 

الذكاء الاصطناعي

 

وتناولت الجلسة تأثير برامج الفوتوشوب والذكاء الاصطناعي على صناعة الصورة، وفي هذا السياق أشارت المصورة فرحة الكواري إلى أنّها لا تعتمد كثيرًا على برامج تعديل الصورة، وفي حال الاستخدام فالنسبة لا تتعدى 5%، متدخلًا المصور الكبيسي الذي تحدث عن الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الصورة ودوره في التغذية البصرية للمتلقي.

وحول المعارض التي يقيمها المصورون، أكدت المصورة فرحة الكواري دور الجهات المعنية في الدولة في دعمها وتذليل المصاعب في احتضان صورها، وعقد المعارض سواء كان معرضًا شخصيًا أو معرضًا للمصورين القطريين منذ بداياتها، مشيرة إلى دعم الدولة للمبدعين، فلا حجة ولا مبرر أمام المصورين القطريين، لكن عليهم العمل بدأب وعدم التراخي، والتواجد في المحافل المعنية بالتصوير، فلكل مجتهد نصيب.

وأيد الكبيسي حديث فرحة الكواري، مؤكدًا أن الشغف وحده ليس كل شيء لصناعة فنان، بل الموهبة والشغف يحتاجان عملًا دؤوبًا نحو الهدف، والمبادرة، والتواجد ، قائلًا: " نحن في مركز قطر للتصوير نتعهد لأي موهبة بالأخذ بيدها، لكن على الموهوب أن يأتي إلينا، فلن يطرق أحد الباب على أحد بل الدافع يجب أن يبدأ من الشخص نفسه، وهذه نصيحة لكل موهوب ليس فقط في مجال التصوير".

 

 تعديل القوانين

 

 وحول التحديات والعقبات التي تواجه المصورين في دولة قطر، اتفق كل من المصور الكبيسي والمصورة فرحة الكواري على أن بعض التشريعات تمثل عقبة أمام حرية عمل وحركة المصورين في الأماكن العامة، والفعاليات المختلفة، لاسيما المصورين المستقلين، أي الذين لا يتبعون جهة بعينها، كما أن دائرة المنع تطال استخدام الدرون في التصوير، وحصره على عدد من الشركات، داعيًا لمراجعة تلك التصريحات، وتسهيل تصاريح التصوير أسوة بدول المنطقة، لافتًا إلى أن مركز قطر للتصوير خاطب بعض الجهات للتعامل مع بطاقة عضوية المصورين في مركز قطر للتصوير كتصريح للتصوير في أي مكان، إلا أن الطلب قوبل بالرفض.

 

 تأريخ التصوير   

 

 وتحدث كل من المصورة فرحة الكواري وعبد العزيز الكبيسي عما يدفعهما للتصوير، وهنا علقت فرحة الكواري قائلة: "إن دافعها العمارة القديمة، لكنْ هناك صور صورتها لإظهار موقف دولة قطر الثابت حيال دعم القضية الفلسطينية، وهي صورة الطفل الذي يلوح بعلم فلسطين حيث تعد من الصور القريبة والمهمة، فضلًا عن صورة لطفل أيضًا دمجت ما بين إعلان اسم قطر كدولة مستضيفة لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، وطفل يمسك بالكرة الرسمية للبطولة وكتب عليها الوعد".

 وقال المصور الكبيسي: " إن التخطيط للصورة أفضل، لكن كثيرًا ما تأتي الفكرة مباغتة، وحقيقة هذا ما أفضله، لكن أحب هنا أن أشير إلى البودكاست الذي قمنا بإعداده لتوثيق تاريخ التصوير الفوتوغرافي في قطر من خلال المبدع عبدالرحمن العبيدان وعدد من مؤسسي حركة التصوير الفوتوغرافي في قطر، وكيف كانت البدايات بدعم صاحب السمو الأمير الوالد، حينما كان أميرًا للبلاد، وبدايات الجمعية القطرية للتصوير التي باتت مركز قطر للتصوير".

 

 مهرجان للتصوير.. قريبًا

 

 وانتقل الحديث إلى يوم التصوير القطري، حيث أوضحت فرحة الكواري: " إن اليوم الذي اختير هو السبت الأول من شهر مارس سنويًا، وخلال الأعوام الماضية عقد في 7 مارس، لكن الخطة المقبلة أن يشهد تسويقًا أفضل مستهدفًا الفئات كافة".

 وأعلن في هذا السياق المصور عبد العزيز الكبيسي، استعدادات وزارة الثقافة لعقد مهرجان كبير للتصوير الفوتوغرافي في قطر قريبًا، وسيكون مفاجأة للجميع ومحبي التصوير خاصة.

 وحول إدراج مادة للتصوير في المدارس، أوضح ضيفا الجلسة أن الأمر ليس بطرح مقرر بحد ذاته، لكن من المهم التعرف على ميول الطلبة من خلال طرح مادة مهارات تكشف ميول الطلبة، وتوجيههم نحو سبل تطوير موهبتهم أيًا كانت.

 

 النقاش

 

 وفي ختام الجلسة فتحت الإعلامية أمل عبد الملك النقاش أمام الحضور لطرح أسئلتهم، حيث كانت البداية مع الاستاذ سعد الرميحي، الذي أشاد بإبداعات الضيفين، داعيًا كل المصورين لتوثيق مناطق الدولة من منطلق جعلها إرثًا للأجيال المقبلة، مؤكدًا أهمية الصورة ومستشهدًا بحادثة احتراق طائرة كونكورد وتوثيق احتراقها مع مصور ياباني من نافذة طائرة أخرى قبل الإقلاع عام 1997 وكانت حديث الساعة وقتها، للدلالة على أهمية التوثيق.

وبدوره، أكد الصحفي محمد المهندي أهمية التوثيق من خلال الصورة، منوهًا بتوثيق أول مسرحية شهدتها منطقة الخور في الستينيات مستعينًا بالدكتور سيف الحجري حينها لإجادته التصوير، وتم بيع كل صورة بنصف ريال في ذلك الوقت ولا يزال يحتفظ بعدد منها.