This is a notification message.

الصحفيون في غزه , الموت في سبيل الحقيقة

  • التاريخ: ١٥ فبراير ٢٠٢٤, ٠٥:٣٠ص
  • هل مواجهة الموت في سبيل الحقيقة مرتبط بالعمل الصحفي ؟

    .وهل تستحق الحقيقة كل هذا العناء؟ انضموا إلينا في ندوتنا المقبلة التي نستضيف فيها صوت غزّة وائل الدحدوح، يوم الخميس 15 فبراير، 5:30 مساءً

المركز القطرى للصحافة

وائل الدحدوح: نثمن موقف قطر الداعم لأهل غزة في هذه الحرب وما قبلها   الدوحة - 17 فبراير 2024

ثمّن وائل الدحدوح مدير مكتب قناة الجزيرة ومراسلها في غزّة، موقف دولة قطر الداعم لسكّان غزة، غير المقترن بوقت أو مرحلة معينة، مشيراً إلى أنَّ الدعم القطري تجسد قبل الحرب الحالية عليها والحروب السابقة، وذلك من خلال حزمة من المشاريع المتنوعة، واصفاً موقفها بالأفضل مقارنة بمواقف عدد من الدول الأخرى.   وبدا الدحدوح صابراً قوياً محتسباً في حديثه خلال ندوة "الصحفيون في غزة .. الموت في سبيل الحقيقة" التي نظمها المركز وأدارها الإعلامي عبد العزيز آل اسحاق، مساء الخميس 15 فبراير، بحضور الأستاذ سعد بن محمد الرميحي رئيس مجلس إدارة المركز ، وعدد من الإعلاميين والكتاب الصحفيين وجانب كبير من الحضور. أكد الدحدوح في الندوة أنَّ إسرائيل تمارس سياسة التجويع مع سكان غزة، ويتجلى هذا في اليوم الأول من طوفان الأقصى بإغلاق المعابر كافة لضمان عدم وصول الغذاء والدواء لسكان القطاع بالتوازي مع استهداف المخازن التي يتوفر فيها بعض الإمكانيات التي قد تساعد على صمود أهل غزّة، لافتاً إلى أنه رغم دخول عدد من الشاحنات إلى القطاع إلا أنها تواجه الكثير من العراقيل إلى حين وصولها لمستحقيها. وأشار الدحدوح في هذا السياق إلى أنَّ المساعدات لا تصل إلى الجزء الشمالي من القطاع لذلك معاناة السكان في تلك المناطق أكثر بكثير من معاناة أهل المنطقة الجنوبي. تناول وائل الدحدوح في حديثه كمّ الصعوبات والتحديات التي يواجهها الصحفي الفلسطيني خاصة من يمارس المهنة في ميدان المعركة في رقعة من على الأرض تقبع تحت الحصار والعزلة منذ أكثر من 17 عاماً، مؤكدًا أنّ الصحفي لا يهدأ للحظة بل يبقى دوماً في حالة ترقب مع مجريات وتطورات الأوضاع في تلك الأرض التي يلازمها القصف وأصوات الطائرات على الدوام، فضلًا عن أعداد الشهداء والجرحى الذين يتضاعفون تباعاً، واصفاً ممارسة مهنة الصحافة في تلك الرقعة من الأرض غاية في الصعوبة، لذا على الصحفي الفلسطيني أن يقرر في ظل شح الخيارات ما إذا كان يريد أن ينحاز إلى المهمة الإنسانية ؟ وبالتالي يقوم الصحفي بدوره على أكمل وجه، أم أنَّه سيفضل الابتعاد والإنزواء في منزله خشية من مجريات الحرب، وإن كان لا يوجد ما يمنع أي صحفي فلسطيني من اتخاذ هذا القرار فهو إنسان في كل الأحوال. في السياق ذاته أجاب الدحدوح عن سؤال بشأن الهدف مما تقوم به إسرائيل من استهداف للصحفيين، مؤكداً أنَّ ما تقوم به إسرائيل بالرغم من أنها سياسة قديمة تنتهجها إلا أنها جاءت في هذه المرة مضاعفة في حجم ما واجهته في السابع من أكتوبر لعام 2023 من قبل المقاومة الفلسطينية عند اجتيازها الحاجز إلى منطقة غلاف غزة فضلًا عن إطلاق وابل من الصواريخ على إسرائيل، وهو الحدث الذي لم يكن متوقعاً بالنسبة إليها، لذا تسعى لاستهداف رجال الصحافة والإعلام للتعتيم على جرائمها ومنذ قرابة الأربعة أشهر استهدفت 130 صحفيًا وإعلامياً، الأمر الذي يدل على أنّ ما يقوم به جيش الاحتلال هو سياسة ممنهجة لقتل صوت الحقيقة. وعرج الدحدوح في حديثه على الصعوبات التي واجهها خلال عمله خلال تغطية حرب طوفان الأقصى، بدءًا من اجبارهم على مغادرة مكتب الجزيرة في قطاع غزة الذي أخذ سنوات لتجهيزه بأعلى المعايير، وصولا إلى انقطاع التيار الكهربائي، وقلة الغذاء والعديد من الصعوبات التي لم يكن يراها المشاهد، مؤكداً أنَّ القرارات السليمة من وحي التجربة خففت الخسائر التي أبقت على بعض الإمكانات، لافتاً إلى أنَّ الصحفي إلى جانب مهنته كان يصطف في طابور لأكثر من ساعتين للحصول على بضع أرغفة من الخبز. وأشار الدحدوح إلى أنَّه في صباح السابع من أكتوبر كان يتجهز للخروج إلى عمله، إلا أنه سمع صوت عدة صواريخ متوقعاً أنها تدريب عسكري للمقاومة، إلا أنها استمرت وهو الأمر الذي دفعه للنظر من خلال النافذة علَّه يفسر ما يسمع إلا أنه وجدها باتجاه الشرق، معتقداً أيضا قد يكون هناك خلل في المنظومة خاصة أنه لم يسبق الأمر أي تصعيد من الجانب الإسرائيلي، الأمر الذي دفعه للتوجه إلى مقر الجزيرة في غزة قائلاً قبل خروجه لأسرته "وطنوا أنفسكم لثلاثة أو أربعة أشهر قادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، نراكم على خير." لتكون هذه آخر ما قاله لذويه قبل استشهادهم. وتناول الدحدوح في حديثه سياسة التهجير القسري بعد التصعيد الأخير على مدينة رفح التي كانت تحتضن 300 ألف نسمة، والآن تضم ما لا يقل عن مليون ونصف المليون نسمة، إلا أنه وبالرغم من صعوبة الموقف للقصف العنيف واستهداف الاحتلال المتواصل لمقدرات الحياة فيها إلا أن أهالي رفح نزحوا إلى مناطق الداخل كخان يونس ووسط قطاع غزة، فهذا أمر له مدلولاته في أن أهالي رفح لن يخرجوا من أراضيهم، وعلى الرغم من صمودهم إلا أن مخطط التهجير لم ينته بعد.