This is a notification message.

الكاتب فهمي هويدي

  • التاريخ: ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٣, ٠٥:٠٠ص
  • نظم المركز القطري للصحافة ندوة: " العالم العربي ما بعد حرب غزة "
    للكاتب الصحفي الكبير فهمي هويدي المتخصص في شؤون العالم العربي والإسلامي المعاصر.

    شهدت الندوة التي أدارها السيد عبدالعزيز آل إسحاق حضورا جماهيريا كبيراً من المهتمين بالمفكر ، للوقوف على تحليلاته وتوقعاته للتغيرات المحليّة والإقليمية بعد الحرب على غزّة وتأثيرها على الخارطة الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط.

المركز القطرى للصحافة

نظم المركز القطري للصحافة مساء أمس ندوةً بعنوان «العالم العربي ما بعد حرب غزة»، استضاف خلالها المفكر والكاتب الصحفي المعروف فهمي هويدي، الذي استعرض وسط حضور جماهيري كبير ضاقت به جنبات القاعة تداعيات حرب غزة على العالم العربي، وما إذا كانت الحرب قد انتهت أم ستظل مُستمرةً.

وأدار الإعلامي عبد العزيز آل إسحاق الندوة التي تأتي في إطار سلسلة الجلسات التي يُنظمها المركز القطري للصحافة بهدف تسليط الضوء على القضية الفلسطينية، بحضور سعادة السيد سعد الرميحي رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة، وعدد من الإعلاميين ورؤساء تحرير الصحف المحلية والجمهور من المهتمين.

وأكد المفكر والكاتب الصحفي المعروف فهمي هويدي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتهى سياسيا بعد السابع من أكتوبر، متوقعا حدوث هزة كبيرة للكيان الإسرائيلي بعد انتهاء الحرب على الغزة، ولكن حول ما الذي سيحدث في العالم العربي، قال: «أنا لا أعرف»، متسائلا: هل هناك من يفكر في تصويب شيء ما، أو إشراك الناس في استنهاض الهمم؟ مشيرا إلى أن القضية ليست حل الدولتين، وإنما القضية هي تحرير هذا البلد، لافتا إلى أن التحرير قضية مؤجلة لا أحد يتحدث عنها، مبينا أن عملية السلام أضحت لعبة وأشبه بفيلم سينمائي، مجرد اجتماعات تعقد وتنفض من حين لآخر.

تقييم الحرب

ونوه هويدي بأنه لا أحد يستطيع معرفة ما الذي سيحدث في العالم العربي بعد هذه الحرب، وكذلك لا يجوز ولا ينبغي أن يتم تقييم الحرب أثناء المعارك، مبينا أن الحرب تقيم بمقدار نتائجها السياسية التي تترتب بعد انتهاء المعارك، والعسكريون يقولون قد تكسب معركة وتخسر الحرب، ضاربا المثل بالرئيس المصري السادات الذي انتصر في حرب أكتوبر 1973 وأنجز إنجازا عسكريا جيدا بالعبور، ولكنه عاد وقام بزيارة الكيان الإسرائيلي وتصالح معه، فكسب الرجل معركة ولكنه خسر الحرب والحروب ليست نزها.

وقال الكاتب والمفكر المصري إن قضية الحرية في العالم العربي قضية مصيرية، وتأجيلها هو تأجيل للأمل والتقدم والغد المشرق الذي نتوخاه، مبينا أننا بحاجة إلى حقنا في المشاركة والمساءلة والحساب وتحمل المسؤولية، لأن الشعوب هي التي تدفع الثمن، وكلما أتيحت الفرصة للشعوب للمشاركة، حيث رأينا في التجربة الفلسطينية أن الذي صنع – لا أقول المعجزة – ولكن الحدث الكبير في فلسطين هو الشعب الفلسطيني، الشعب الذي تم تهجيره ولم يشكو، والشعب الذي قاتل وقام بتغيير كل المعادلة الموجودة في المنطقة.

توفيق إلهي

وأوضح هويدي أن ما حدث في غزة منذ السابع من أكتوبر، هو تدبير بشري محكم، برعاية من الله سبحانه وتعالى، ولولا هذا التوفيق الإلهي لما جرى ما جرى، منوها بأن هذا الشيء إذا حدث حتى في الأفلام، ربما قيل عنه إنه مبالغ فيه، مؤكدا أن ما حدث مداه أبعد بكثير مما يخطر على البال، معربا عن حزنه على ما نشرته بعض الصحف من مسارعة في الحديث عن ضحايا ودماء وخراب كأنما الحروب عبارة عن نزهة وليست دماء تسيل، خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بتحرير وطن، وبجهاد لمقاتلين خرجوا وهم قد يعرفون أنهم لن يعودوا إلى بيوتهم مرة أخرى، ذهبوا إلى الشهادة ولهذا تحقق لهم ما أرادوا.

وأضاف: أن ما جرى في غزة كان حربا عالمية مقلوبة، بمعنى أن قطاع غزة 2 % فقط من الأراضي الفلسطينية، والرئيس الأميركي على الخط طوال اليوم، والجيش الإسرائيلي يستخدم أحدث الأسلحة كل هذا يحدث لمو اجهة «1500» مقاتل، ثم الساسة الغربيون وزراء وكبراء وسفراء طوابير تأتي إلى إسرائيل، وأحد الوزراء يقول إن دموعه سقطت حينما عرف الأخبار التي كان يروج لها حول كيف يتم قطع رقاب «40» طفلا، وغيرها من الأكاذيب التي راجت وهزت العالم، منوها بأن ما قام به المقاتلون الشجعان في غزة استصحب معه حملة دعائية هائلة انفجرت مرة واحدة واحدثت لها أصداء في أرجاء الكرة الأرضية.

بادرة طيبة

وأشار هويدي إلى أنه في ظل كل هذه الزيارات من وزراء وكبراء وسفراء غربيين إلى إسرائيل خلال الحرب، لم يذهب مسؤول عربي إلى قطاع غزة، سوى سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية، حيث جاءت هذه الزيارة الوحيدة لمسؤول عربي، في وقت كان فيه الرئيس الأميركي ووزير خارجيته يحضران مجلس الحرب الإسرائيلي، لم يكونا محرضين أو مشجعين فقط، وإنما كانا مشاركين في الحرب على غزة، مؤكدا أن الزيارة التي قامت بها لا تغطي موقف المسؤولين العرب، لكن ما قامت به سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر بادرة طيبة تستحق التقدير والاحترام.

وأعرب هويدي عن أسفه بسبب خروج العرب عن الصورة، واصفا موقفهم تجاه الحرب في غزة بأنه ليس مشرفا كثيرا، باعتبار أن الموقف العربي ظل عند حدوده الدنيا، ولكن بالرغم من ذلك هناك مجهودات بذلت وكذلك مواقف من ضمنها الموقف العربي ضد التهجير، وكذلك منع سلطنة عمان للطيران الإسرائيلي من العبور فوق أراضيها، مؤكدا أن ما حدث فيه بعض الخير الذي يمكن البناء عليه، مشيدا بالجهود التي قامت بها دولة قطر خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فيما يخص إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، مؤكدا أن الدور القطري كان دورا جيدا ومساعدا، ولكن أليس من حقنا أن نطمح بما هو أكثر من ذلك؟!