This is a notification message.
"جائزة الشيخ حمد للترجمة ترسخ مكانتها الدولية"
د. حمد الكواري : الجائزة تحمي الهوية وتعيد المكانة للمترجم.
مطلوب تسليح الترجمة بالأخلاق والأمانة العلمية.
د. حنان الفياض : الجائزة تغطي 37 لغة حول العالم.
رفع مستوى الترجمة والتعريب وإثراء المكتبة العربية.
تكريم المترجمين وتقدير دورهم في ترسيخ التعاون بين الأمم.
الدوحة - المركز القطري للصحافة :-
استضاف المركز القطري للصحافة مساء الأربعاء، فعاليه "عقد من الإنجاز"، والتي نظمتها جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، بمناسبة الذكرى العاشرة على تأسيسها، بحضور ضيف الشرف سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الدولة، ورئيس مكتبة قطر الوطنية، والأستاذ سعد بن محمد الرميحي رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة، والدكتورة حنان الفياض المستشار الإعلامي للجائزة والتي أدارت الفعالية، وعدد من المسؤولين عن تنظيم جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، ونخبة من المترجمين والمثقفين والجمهور.
واستهل سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري كلمته، مؤكدًا أن الترجمة صناعة تواجه تحديات منبثقة عن التحديات التي تواجه الهوية الخليجية واللغة العربية في ظل التطورات السياسية في المنطقة، والسعي لهدم اللغة، وتشويه الهوية والثقافة أيضًا، الأمر الذي يتطلب حماية هذه الصناعة وتسليحها بالأخلاق والأمانة العلمية في الترجمة من وإلى العربية.
وأوضح د. الكواري في كلمة له قائلًا: " إن الجائزة مكسب وعلينا الاعتداد بهذا المكسب، إننا نستعيد لحظةً مضيئة من تاريخ ثقافتنا العربية، وبقدر ما ندرك مسؤولية تلك الاستعادة فإننا نعي جيدًا التحديات التي تعيشها ثقافتنا وحضارتنا بشكل أشمل، فليست "جائزة الشيخ حمد بن خليفة للترجمة والتعاون الدولي" مجرد حدث عابر في سماء الثقافة العربية، بقدر ما هي انتصار آخر للشخصية العربية التي لا ترى في هويتها القومية انغلاقًا على الذات رغم ما تعانيه من عداء معلن ومبطن في الخطاب الثقافي الغربي، فهي لم تيأس من الحوار مع الثقافات الأخرى، ولم تبخل بمد جسور التواصل أيًا كانت الظروف، لذلك فالاستمرار في هذا المشروع الكبير، هو من أبرز تجليات ديناميكية الشخصية العربية المعاصرة، وأحد عوامل تجددها لا سيما وهي تجعل من اللغة العربية لغةً محاورة للغات العالم".
علامة رمزية
وأكد د. الكواري أن اقتران الجائزة باسم صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، علامة دالة على وضع رمزي في تاريخ قطر المعاصر وليس أمرًا متعلقًا بتبجيل شخصية قيادية، كما هو شائع في كثير من الجوائز في العالم.
وقال: ليس اقتران الاسم بالمسمى لإضفاء سمة رسمية على الجائزة، فما تستمده الجائزة من الاسم، يتجاوز ذلك بكثير، لعلمنا برؤية صاحب السمو الأمير الوالد للثقافة ودورها في نهضة دولة قطر، بل ندرك كيف ينظر سموه إلى الثقافة باعتبارها جزءًا من عملية التنمية، ومحورًا لتقدم المجتمعات.
صمام أمان
ورأى سعادة د. حمد بن عبدالعزيز الكواري، أن الترجمة صمام أمان للثقافة، حيث تسمح لها بالانتشار بين الشعوب وتجاوز حدود البلدان، وتحلّق بالمعارف في المكان والزمان، لذلك فقد كان إطلاق الجائزة ضمن رؤيته الشاملة للثقافة وقدرتها على أن تروج لقيم المجتمع القطري في انفتاحه على الأمم الأخرى، مشددًا على دور العامل الذاتي في أي مشروع حضاري، مستشهدًا بهارون الرشيد وابنه المأمون بأنه لولا إيمانهما بمشروع "بيت الحكمة" لما كان لهذا البيت أن يضيء أركان الحضارة العربية في الفترة العباسية، مستطردًا: "لا معنى للمشاريع التي تولد دون رغبة ذاتية في إنمائها، وكلما كانت للمشاريع إرادة ذاتية تتحلى بالإيمان العميق برسالتها، فإنها تثبت في تربة الواقع وتينع وتكبر مثل شجرة وارفة للمعرفة".
بناء الجسور
وبيّن سعادة د. الكواري في كلمته أن ما تقدمه الجائزة للثقافة العربية وليس لمجال الترجمة فحسب، هو القدرة على بناء الجسور وليس بناء الجدران، وأما الترجمة فهي من لبنات هذه الجسور التي عرفتها الحضارات القديمة، وتعهدتها الحضارة العربية الإسلامية في أزهى فتراتها، حيث عرفت الحضارة العربية الإسلامية أبدع لحظاتها حين تحولت الترجمة إلى رهان مهم من رهانات الدولة العباسية.
ووصف د. الكواري الترجمة بالمنقذ لدورها في إنقاذ الثقافة الإنسانية من الضياع والتلاشي والحرق والإتلاف والتهميش والإقصاء، معتبرًا إياها حافظة مستمرة، بل أشبه بذاكرة صامدة في وجه الزمن ودعاة الانغلاق الفكري، لافتًا سعادته إلى ما حدث في كتب ابن رشد وغيره من المفكرين من حرق، ولولا الترجمة لضاعت الفلسفة الرشدية، ولما استطاعت الإنسانية أن تتطور على هذا النحو السريع؛ لأن الترجمة حافظت على ما ساهمت به الشعوب من إبداعات في الفكر والفن والعلم.
وأكد د. الكواري في ختام كلمته أن الجائزة عززت مكانتها الدولية في حماية اللغة والهوية العربية وأعادت المكانة الاعتبارية للمترجم ووفرت له بيئة إبداعية تدفعه للمساهمة بهذا المشروع الحضاري، كما أن الجائزة أسهمت في إعلاء مكانة اللغة العربية وتأثيرها كلغة حية متطورة قادرة على التفاعل مع تحديات العصر، مؤكدًا سعادته أن نجاح الجائزة من نسخة إلى أخرى يمنح الأمل لإحداث نقلة نوعية في نوعية التفكير بالثقافة العربية والرؤية المتجددة للثقافات الأخرى.
توزيع الجوائز
وأكدت الدكتورة حنان الفياض أن الجائزة اكتست أهمية فوق أهميتها بحملها اسم صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لافتة إلى أن الجائزة والتي تتخذ من "العربية إلى البشرية" شعارًا لها، أسست عام 2015 في قطر؛ للمساهمة في دفع مسار المثاقفة، ودعم حركة الترجمة في العالم من اللغة العربية وإليها، لتصبح هذه الجائزة بعد سنوات قليلة من انطلاقها أهم وأكبر جائزة ترجمة في العالم من اللغة العربية وإليها، سواء من حيث القيمة أو التأثير، معلنة العاشر من الشهر الجاري يوم حفل توزيع الجوائز على الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في فندق كمبنسكي.
الرؤية
ونوهت الدكتورة حنان الفياض بأن الجائزة تتبنى رؤية تعنى بتكريم المترجمين وتقدير دورهم في ترسيخ أواصر الصداقة والتعاون بين أمم العالم وشعوبه، ومكافأة التميز، وتشجيع الإبداع، وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع والتعددية والانفتاح، كما تطمح إلى تأصيل ثقافة المعرفة والحوار، ونشر الثقافة العربية والإسلامية، وتنمية التفاهم الدولي، وتشجيع عمليات المثاقفة الناضجة بين اللغة العربية وبقية لغات العالم عبر فعاليات الترجمة والتعريب.
الأهداف
وحول أهداف الجائزة، أوضحت الدكتورة حنان الفياض خلال عرضها الاستهلالي قائلة: " إن الجائزة تهدف إلى تكريم المترجمين وتقدير دورهم عربيًا وعالميًا في مد جسور التواصل بين الأمم والشعوب، وتشجيع الأفراد ودور النشر والمؤسسات الثقافية العربية والعالمية على الاهتمام بالترجمة والتعريب، والحرص على التميز والإبداع فيهما، والإسهام في رفع مستوى الترجمة والتعريب على أسس الجودة والدقة والقيمة المعرفية والفكرية، وإغناء المكتبة العربية بأعمال مهمة من ثقافات العالم وآدابه وفنونه وعلومه، وإثراء التراث العالمي بإبداعات الثقافة العربية والإسلامية، وتقدير كل من أسهم في نشر ثقافة السلام وإشاعة التفاهم الدولي أفرادًا ومؤسسات".
وشددت الدكتورة حنان الفياض في حديثها على مهنية وشفافية اللجان العاملة في الجائزة التي أكسبتها مصداقية عالية في الأوساط الثقافية، مشيرة في هذا السياق إلى أن القائمين على الجائزة هم من يتكبدون عناء السفر للحديث عن الجائزة في السواد الأعظم من دول العالم، لا سيما التي تختلف في ثقافتها وفي لسانها عن دول المنطقة؛ بهدف السماح لهم بالمشاركة، وبالتالي توزيع الجائزة لمن يستحقها؛ لتحقيق أعلى مستوى ممكن من العدالة، لا سيما أن الجائزة غطت 37 لغة حول العالم خلال سنواتها العشر، كما حظي بها 214 فائزًا يمثلون 48 دولة منذ انطلاقها عام 2015، موضحة أن لكل لغة لجانًا متخصصة، تبلغ القيمة الإجمالية للجائزة مليوني دولار أمريكي، وتتوزع على فئتين: جوائز ترجمة الكتب المفردة في اللغتين الرئيسيتين، وجوائز الإنجاز في اللغتين الرئيسيتين واللغات الفرعية.
معايير الجائزة
وأكدت الدكتورة حنان الفياض أن الجائزة لا تنظر إلى الجنسيات ولا إلى مرجعيات الأشخاص الثقافية، بل إن معيار الجائزة يرتكز على 3 معايير تشمل قيمة العمل المترجم، أهمية العمل المترجم، ودقة العمل المترجم، فهذه المعايير لا تحيد عنها الجائزة عند اختيار الفائزين.
وفي ختام تم استعراض كتاب "عقد من الإنجاز" والذي يتضمن مسيرة الجائزة على مدار سنواتها العشر ، كما قدم الأستاذ سعد بن محمد الرميحي رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة درع المركز لسعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري تقديرًا لجهوده ومسيرته الغنية في المجالين؛ الدبلوماسي والثقافي.
واختتمت الفعالية بطرح أسئلة الجمهور والتي تناولت دور الجائزة في تعزيز دور المترجمين، وفي ترجمة مؤلفات من وإلى اللغة العربية، ودور الكتاب في حماية الهوية والثقافة العربية من الضياع.