This is a notification message.
د. مصطفى عثمان : التضامن الدولي مع قطر يدعم القضية الفلسطينية
عبدالله العذبة : قطرعززت قوتها السياسية والدبلوماسية بعد العدوان
حسام شاكر : مطلوب توحيد صف ومواقف دول المنطقة لردع إسرائيل
سعد الرميحي : التضامن العالمي المندد بالعدوان يعكس مكانة قطر
المشاركون : الهجوم الإسرائيلي استهدف إفشال جهود الوساطة
نظم المركز القطري للصحافة جلسة بعنوان "العدوان الإسرائيلي على قطر.. التداعيات والعواقب"، تناولت تداعيات الهجوم الإسرائيلي الجبان على دولة قطر، واستشراف عواقبه على المستويين؛ الإقليمي والدولي، وذلك ضمن سلسلة "مجلس الصحافة" التي تتناول أهم القضايا على الساحتين؛ الإقليمية والدولية.
شارك في الجلسة التي أُقيمت بقاعة السيد عبدالله بن حسين النعمة، كل من الدكتور مصطفى عثمان الأكاديمي ووزير خارجية السودان السابق، والمحامي عبدالله العذبة، والمستشار الإعلامي والمحلل السياسي حسام شاكر، فيما أدار النقاش ملهم بريجاوي الإعلامي بالتلفزيون العربي.
حضر الفعالية عدد من السياسيين والصحفيين والأكاديميين المهتمين بالشأن الدولي، إلى جانب مجموعة من الصحفيين والإعلاميين المشاركين في تغطية أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة، ما منح الجلسة بعداً إضافياً من التفاعل وتبادل الرؤى.
رسالة سياسية
في بداية الجلسة، أكد الدكتور مصطفى عثمان، أن العدوان الإسرائيلي الغادر الذي تعرضت له قطر، استهدف ضرب جهود الوساطة القطرية المكثفة لوقف العدوان على غزة، مما يعني أن الهجوم الإسرائيلي رسالة سياسية، وليس مجرد تصعيد عسكري، كانت له تداعيات خطيرة على الساحة الدولية بأكملها.
وأوضح أن السلوك الإسرائيلي يعكس تبني مفهوم إرهاب الدولة التي تنتهك كل القوانين والأعراف الدولية بشكل ممنهج، ولا تحترم قواعد العلاقات الدولية، والمستهجن من المجتمع الدولي إلى مجلس التعاون الخليجي.
وأشار إلى أن القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة وضعت أساساً لموقف عربي وإسلامي موحد يعزز القدرة السياسية، كما أن مخرجاتها التي تضامنت مع دولة قطر، وأيدت كل ما تتخذه من إجراءات لحماية سيادتها وأمنها، فتحت المجال أمام قطر للتحرك على الساحة الدولية بكل ثقلها، سواء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو من خلال العلاقات الثنائية لحماية أمنها وسيادتها ومحاسبة إسرائيل عما ارتكبته من جرائم وانتهاكات.
وأوضح أن نجاح قطر في حشد دعم دولي واسع، عزز عودة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي، فضلاً عن زيادة عزلة إسرائيل المنبوذة دولياً، حتى من قبل أقرب الحلفاء؛ نتيجة سلوكياتها العدوانية، وجرائم الإبادة الجماعية بحق أهل غزة والمتواصلة منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى الآن، مخلّفة وراءها أكثر من 64 ألفاً و964 شهيداً، و165 ألفاً و312 مصاباً.
ونوّه بأن استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وتصعيد اعتداءاتها على دول المنطقة، يهددان السلم والأمن الإقليمي والدولي، داعياً دول المنطقة، لتوحيد الصف وتنسيق الجهود والمواقف والرؤى؛ لمواجهة التهديدات الإسرائيلية.
وأكد أن الدروس التاريخية، تشير إلى أن الضغط الدولي والدبلوماسي، يمكن أن يحقق نتائج حاسمة دون اللجوء إلى الحرب المباشرة، لافتاً إلى أن التحركات الحالية تتطلب بناء تحالفات إقليمية متوازنة وقوية، تعتمد على التضامن والتفاهم بين القوى الكبرى في المنطقة، مع استثمار القوة الدبلوماسية والسياسية؛ لإعادة صياغة موازين القوى، وتحقيق أهداف استراتيجية؛ لردع الإرهاب الإسرائيلي، وحماية الأمن والاستقرار في المنطقة، وتقوية موقف القضية الفلسطينية على المستوى الدولي.
موازين القوى
وأوضح السيد عبدالله العذبة أن العدوان الإسرائيلي على دولة قطر، هدفه إضعاف دور الوساطة القطرية القوي والمؤثر دولياً في نزع فتيل الأزمات والنزاعات بالحوار والطرق الدبلوماسية، فضلاً عن دورها في الوساطة المشتركة مع كل من مصر وأمريكا لوقف إطلاق النار في غزة، والمساهمة في تدفق المساعدات الإنسانية لسكان القطاع دون عوائق.
ونوه بأن العدوان الإسرائيلي الجبان استهدف تطويق الدور القطري المتنامي، خاصة بعد أن تمكنت الدوحة من جمع مواقف دولية وإقليمية متباينة خلال أيام قليلة، وهو ما ظهر جلياً في انعقاد القمة بعد ستة أيام فقط من الهجوم.
وأشار إلى أن استمرار الخلافات بين الدول العربية والإسلامية، يصب في مصلحة العدو الإسرائيلي، الذي يسعى لتفتيت الصفوف، وفرض وقائع جديدة بالقوة في المنطقة.
وأكد أن دولة قطر عاصمة السلام والوساطة الموثوقة، عززت قوتها السياسية والدبلوماسية بعد العدوان الإسرائيلي، وجددت موقفها الثابت في دعم القضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، فأصبح موقفها ركيزة أساسية لإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام الدولي.
الزخم الدبلوماسي
واعتبر المستشار الإعلامي والمحلل السياسي حسام شاكر، أن العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي استهدف مقار سكنية لأعضاء من حركة حماس ضمن الوفد التفاوضي لوقف إطلاق النار في غزة رسالة واضحة تعبر عن وحشية وهمجية وتطرف قادة إسرائيل الذين تخطوا كل الخطوط الحمراء في انتهاك كل القوانين والأعراف الدولية في ظل إفلاتهم من المحاسبة، وتقاعس المجتمع الدولي عن ردعهم.
وأشار إلى أن الهجوم الإسرائيلي الجبان، يأتي ضمن اعتداءات إسرائيلية، وجرائم حرب تمارسها دولة الاحتلال في غزة، والعديد من دول المنطقة، في تصعيد خطير يتطلب توحيد الصف والمواقف؛ لردع إسرائيل، عبر تحويل الزخم الدبلوماسي والسياسي والتضامن العالمي مع دولة قطر إلى تفعيل الآليات الدولية، والتحالفات الإقليمية؛ لردع العدوان، وملاحقتها قانونياً وأممياً، وفي كافة المحافل الدولية؛ لمحاسبتها على ما ترتكبه من جرائم.
وأكد أن القضية الفلسطينية والقدس والمقدسات تشكل محوراً حساساً يفاقم انفعال الشعوب، وأن استغلال إسرائيل الخلافات بين الدول العربية والإسلامية يخدم أهدافها، لذا يجب تحويل التضامن الإعلامي والدبلوماسي إلى سياسات وإجراءات حماية وإسناد حقيقية للشعب الفلسطيني.
وأوضح أن المنطقة أمام اختبار تاريخي.. إما أن تترجم مواقفها إلى قوة فعلية قادرة على صد الاعتداءات وتقديم بدائل استراتيجية، أو أن تستمر في حالة الضعف التي يستغلها المعتدي لفرض وقائع جديدة بالمنطقة.
مشاريع سياسية
شهدت الجلسة حواراً نشطاً وتفاعلاً ملحوظاً من الحضور، حيث جاءت التعقيبات والمداخلات لتعبّر عن أهمية إطلاق المزيد من المبادرات السياسية العربية والإسلامية الفاعلة؛ لردع إسرائيل، وحثّ الدول على تبني مشاريع سياسية متكاملة تعزز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتدعم القضية الفلسطينية.
كما طرح الحضور عدداً من الأسئلة حول مخرجات القمة العربية الإسلامية الطارئة، وأهمية تفعيل دور الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي؛ لتطوير برامج عملية تدعم الأمن والاستقرار الإقليمي، إضافة إلى استفسارات عن دور المجتمع الدولي في التعامل مع القضايا العربية والفلسطينية، ومحدودية تأثير القانون الدولي.
وجاءت إجابات المتحدثين لتوضح أن ما حدث مع قطر يعكس حجم التحديات الإقليمية والدولية، مؤكّدين ضرورة وجود مشاريع سياسية واقتصادية متكاملة، وتحقيق تعاون إقليمي فعّال، بما يضمن حماية مصالح الشعوب، وتعزيز السلام والاستقرار.
كما شدد المتحدثون على أهمية الاستمرار في تفعيل الدور الإعلامي والدبلوماسي القطري؛ لإبراز الحقائق أمام الرأي العام الدولي، وتحويل التضامن الإعلامي والدبلوماسي إلى سياسات وإجراءات تدعم القضية الفلسطينية على المستويين؛ الإقليمي والدولي.
مكانة قطر
وأكد سعادة السيد سعد الرميحي رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة أن الجلسة كانت ثرية بالمعلومات، مشيراً إلى أن التضامن العالمي المندد بالعدوان يعكس مكانة دولة قطر الدولية، والغضب العالمي من التصعيد الإسرائيلي العدائي وغير المسؤول.
ونوه بالدور الذي تلعبه قناة الجزيرة في نقل الأحداث والحقائق للعالم، حيث ساهمت في تشكيل الرأي العام العالمي، ودعم مظاهرات التضامن مع غزة، مشيراً إلى التغطية الاحترافية للجزيرة من قلب الأحداث في قطاع غزة، وتسليطها الضوء على الجرائم الوحشية بحق أهل غزة على مدارعامين من العدوان الإسرائيلي.
وأوضح أهمية المواقف الوطنية التي عبّر عنها الحضور، فيما أثرى الحضور الإعلامي العربي والدولي الجلسة عبر النقاشات الموضوعية، مشيداً بجهود جميع العاملين بالمركز في إخراج الندوة بهذا الشكل المتميز.