This is a notification message.

المركز القطري للصحافة يستعرض تضحيات شهداء الحقيقة في غزة

  • التاريخ: ٠٥ مايو ٢٠٢٥, ٠٧:٠٠ص
  • تامر المسحال:

    العدوان على غزة أعاد تعريف مفهوم حرية الصحافة

    غزة أصبحت مقبرة الصحفيين.. واغتيالهم ممنهج

    الاحتلال قنص كاميرات مكتب الجزيرة لمنع الحقيقة

    التغطية مستمرة في غزة رغم تضحيات الصحفيين

    الحروب العالمية لم تشهد مثل هذه المقتلة بحق الصحفيين

    اغتيال إسرائيل الصحفيين جريمة لا تسقط بالتقادم

    شخصيات مرتبطة بالاحتلال تدير محتوى منصة ميتا

    معلومات جديدة حول اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة

     سعد الرميحي: تضحيات صحفيي غزة دليل الوطنية

المركز القطرى للصحافة

 نظم المركز القطري للصحافة ندوة خاصة بعنوان "الصحفيون في غزة.. شهداء وشهود"، ضمن جلسات مجلس الصحافة، بحضور عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين والمهتمين بالشأن الإعلامي والفلسطيني.

 أقيمت الجلسة في قاعة الأستاذ عبدالله بن حسين النعمة بمقر المركز، في إطار إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة، وتحدث فيها الصحفي الفلسطيني تامر المسحال المعروف بتقاريره الاستقصائية، عن واقع العمل الصحفي في غزة، والظروف التي يعيشها الصحفيون في ظلّ الاحتلال والحروب المتكررة.

في البداية، أكد الإعلامي عبدالله المسلماني الذي أدار الجلسة أن عدد الصحفيين الذين قتلتهم إسرائيل في غزة خلال العدوان المستمر منذ 7 أكتوبر، قد وصل إلى 216 صحفياً وصحفية، مؤكداً أن هذا اليوم العالمي لحرية الصحافة فرصة لتذكير الحكومات بضرورة الوفاء بالتزاماتها تجاه حرية الصحافة.

من جانبه، أشاد الأستاذ سعد بن محمد الرميحي، رئيس مجلس المركز القطري للصحافة، بالتضحيات التي قدمها الكثير من الصحفيين، وحرصهم على التغطية وإيصال الكلمة الحرة والارتقاء بالعمل الصحفي، سالكين دروب العمل الصحفي الوعرة، منوهاً بالتضحيات التي قدّمها صحفيو غزة والتي ما هي إلا دليل حب وعشق لوطنهم ثم لقضيتهم.

 

غزة مقتلة الصحفيين

ومن جهته، أكد الصحفي تامر المسحال، أن ما يجري في غزة هو إعادة تعريف لمفهوم حرية الصحافة والصحفي وأخلاقيات المهنة ومعاييرها، لافتاً إلى أن ما يجري في غزة منذ أكثر من 18 شهراً ما هو إلا مقتلة، فقد تم قتل واغتيال 216 صحفياً فلسطينياً، وقد تم إحصاء 409 إصابات بين الصحفيين الفلسطينيين، وأضاف: الاحتلال الإسرائيلي اعتقل 48 صحفياً فلسطينياً ما زالوا مغيبين في سجون لا يُعرف شيء عن أوضاعهم فيها إلا ما يتسرب عن بعض الأسرى المفرج عنهم.

وتحدث المسحال عن مشاهد من التعذيب الجسدي والنفسي، ومحاولة القتل في سجون الاحتلال، مؤكداً اغتيال أكثر من أسير فلسطيني داخل السجون الإسرائيلية، فبالإضافة إلى الصحفيين، أكد أن إسرائيل اغتالت 21 ناشطاً صحفياً ومؤثراً على منصات السوشيال ميديا خلال هذه الحرب.

وقال: قوات الاحتلال الإسرائيلي أبادت 28 عائلة من عائلات الصحفيين، إلى جانب استهداف 44 منزلاً لصحفيين بشكل مباشر وتدميرها بالكامل.

 أما بالنسبة لموضوع المؤسسات الصحفية والإعلامية، فقد أكد المسحال أن 23 مؤسسة رقمية و11 إذاعية و16 مقراً لقناة فضائية و27 مؤسسة إعلامية أخرى، تعرضت للتدمير في غزة.

 

اغتيال ممنهج

وأشار المسحال إلى أنه ومنذ بداية الحرب وضع الاحتلال قوائم اغتيال كثيرة لفلسطينيين من ضمنها، قائمة اغتيال لصحفيين، وبالتالي فإن استهداف الصحفيين ليس استهدافاً عشوائياً، بل هو استهداف ممنهج، بحيث تم اغتيال صحفيين ومؤثرين بحسب أسمائهم.

 وأضاف المسحال: إن شبكة الجزيرة المؤسسة الإعلامية الكبرى التي دفعت العدد الأكبر كمؤسسة دولية من طواقمها في الميدان من عمليات اغتيال جرت بحق صحفيين زملاء، وهي عمليات اغتيال ممنهجة.

وعن عملية اغتيال الصحفي إسماعيل الغول، قال المسحال: إن الغول كان يعمل على الهواء مباشرة ست ساعات متواصلة، يغطي من مخيم الشاطئ للاجئين، وإن الاحتلال الإسرائيلي قصف المبنى الذي كان يغطي بجانبه كي يدفع الصحفيين إلى الهرب، وعندما هرب الصحفيون كرد فعل طبيعي أمام القصف، وبعد تحرك الغول بالسيارة بدقائق تم اغتياله عن طريق قصف السيارة التي كانت تقلّه.

 وقال المسحال: العملية ممنهجة بكل تفاصيلها.. والمشهد مأساوي وغير مسبوق في التاريخ الحديث، فالحروب العالمية لم تشهد مثل هذه المقتلة بحق الصحفيين.

 

مقبرة الصحفيين

وحول موضوع حرية الإعلام في غزة، أكد المسحال أن العالم أمام اختبار صعب وحقيقي، فالصحفيون في غزة ينامون في الخيام أو على الطرقات، ويصعب عليهم أن يجدوا الطعام والشراب في ظل التحريض والاستهداف المستمرين، وكل صحفي يتساءل عن الاسم القادم من المستهدفين.. وعلى الرغم من تلك التحديات غير المسبوقة فإن التغطية مستمرة.

وتساءل عن الاحتفال بحرية الإعلام، وعن ازدواجية المعايير، في ظل ما يجري في غزة.. وقال: إسرائيل ومنذ بداية عدوانها على قطاع غزة انتهجت سياسة منع أي صحفي من الخارج من الوصول إلى غزة، وهي استراتيجية لم تحدث في أي منطقة من مناطق الصراع، حيث يسعى الاحتلال من وراء ذلك لتحويل غزة إلى مقبرة الصحفيين.

 

استهداف الجزيرة

وتحدث المسحال عن قنص قوات الاحتلال جميع كاميرات المراقبة المثبتة أمام مبنى مكتب الجزيرة في وسط غزة، مانعين بذلك أي صورة من أن تخرج، لافتاً إلى العمل البطولي الذي قام به الصحفيون في الميدان من خلال التغطية المستمرة، رغم الاستهداف والتحريض والتهديد.

وأكد أن ضباط الاحتلال يتصلون بالصحفيين ويقومون بتهديدهم، كما حدث مع الصحفي أنس الشريف الذي كان يغطي في شمال القطاع، حيث قال له الضابط: إنه يعرف مكانه، طالباً منه الخروج وإلا سيتم استهدافه، وبعد أيام تم استهداف منزله واستشهد والده.

وأوضح أن التحريض واستهداف الجزيرة سببهما أن صحفييها بقوا على الأرض يغطون كل ما يجري.

 

اغتيال معنوي

وقال المسحال: جيش الاحتلال الإسرائيلي ومع استمرار حملة التحريض التي يقوم بها ضد صحفيي غزة، أطلق الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال عليهم اسم "شباب تامر المسحال"؛ لأني كنت أعمل في تغطية الأحداث في قطاع غزة، وهذا ما يطلق عليه اسم الاغتيال المعنوي.

 واستذكر المسحال استهداف الزملاء وائل الدحدوح، وسامر أبودقة، وأحمد اللوح، وحسام شبات وعائلاتهم، مؤكداً أن الاغتيال جريمة، ولكن الجريمة الكبرى هي تبرير الاغتيال.

وأوضح المسحال أن العالم يشهد على جرائم مركبة تبرر عمليات اغتيال الصحفيين الذين لا ينتمون إلى جماعات مسلحة، مشيراً إلى أن فبركات الاحتلال تنمّ عن تحريض وتبرير لجرائمه المستمرة.

وأكد أن صحفيي غزة أبطال أعادوا تعريف مفهوم الصحافة، لأن قوة الاحتلال لم تستطع منع الصورة والمعلومة والحقيقة، متسائلاً كيف لا وهؤلاء الصحفيون هم أبناء الأرض وأصحاب الحق الذين يطمحون للحرية وللمهنية، وأن يكونوا منتصرين دوماً بمهنيتهم رغم جبروت الاحتلال وإجرامه.

 

ازدواجية المعايير

وتحدث المسحال عن ادعاءات الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي عندما دخل مستشفى الشفاء، مؤكداً أن من فضح مهزلة الاحتلال على منصات التواصل الاجتماعي، هم فريق من الصحفيين الأجانب الذين دخلوا مرافقين مع القوات الإسرائيلية، وأكدوا أن قوات الاحتلال قامت باحتجاز فريق من الأطباء وتعذيبهم، وعلى الرغم من ذلك لم يتم تصوير مقطع فيديو واحد، بينما تحدث عن الصحفي الإسرائيلي الذي يطلق عليه اسم صحفي، وكان قد قام بتفجير مربع سكني في جنوب لبنان، مشيراً إلى ازدواجية المعايير، وتبني روايات الاحتلال في التحريض على الصحفيين، وهو ما يعدّ جريمة.

 

حماية الصحفيين

وعن حماية الأمم المتحدة للصحفيين، قال المسحال: للأسف، إن الأمم المتحدة لم تحمِ الناس كي تقوم بحماية صحفيي غزة، مؤكداً أن غزة جرح كبير جداً، فالناس تقتل في الخيام وعلى الهواء مباشرة، ولا محرك، فعن أي أمم متحدة، وعن أي مؤسسات، وعن أي حقوق نتحدث؟!

وعن اختلاف هذه الحرب عن الحروب السابقة، قال المسحال: إن استهداف الصحفيين والبشر والحجر لم يبدأ منذ السابع من أكتوبر، ولكنه بدأ منذ الاحتلال، لكن هذه الحرب هي فاضحة كاشفة، فالناس في غزة بلا طعام ولا شراب منذ أسابيع، يجوع الناس ويجوع الأطفال قبل الكبار، ويقتل المسنّ أمام الخيمة مباشرة، مؤكداً أنها هذه ليست بإنسانية، ونحن الآن وفي هذه الحرب أمام اختبار للضمير وللإنسانية وللأخلاق وللصحافة ولحرية الصحافة.

 

إعدام الأدلة

وعن دور المنظمات الحقوقية في غزة، أكد المسحال أن الاغتيالات لا تسقط بالتقادم، فقبل العدوان على غزة قام بعمل تحقيق "قتل الأدلة" في برنامج "ما خفي أعظم" عن اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة، ومن المتوقع خلال الأيام القليلة القادمة سيكون هناك تحقيق صحفي أمريكي سيكشف معلومات جديدة حول قاتل الزميلة.

وأشار المسحال إلى أنه خلال حلقة "قتل الأدلة" تتبع قصصاً من عام 2003 لصحفيين أجانب وفلسطينيين يعملون في مؤسسات دولية قُتلوا أمام الكاميرات في غزة إلى ما قبل السابع من أكتوبر.

وتحدث عن واحدة من القصص التي سلطت عليها الحلقة الضوء، وهي قصة المصور الصحفي الفلسطيني فضل شناعة الذي صور المشهد الأخير لدبابة إسرائيلية وهي تقوم باستهدافه مباشرة على الهواء، مؤكداً أن ملفات هؤلاء الصحفيين قد اختفت ولم تعد موجودة، فقد قتلت الأدلة، ليتم بعد ذلك عمل تسويات مالية، فإسرائيل تراهن على الزمن، لافتاً إلى أن هذه الجرائم لن تسقط بتقادم الزمن، وإن سقطت في محاكم الدنيا، فلن تسقط في محاكم الله، وقال: ستنتصر الصحافة، وسينتصر أصحاب الحق.

 

الإقصاء الرقمي

وعن الإقصاء الرقمي والتلاعب بالخوارزميات التي يتعرض لها صحفيو غزة، قال المسحال: غزة أمام معركة حرب الرواية والسردية الفلسطينية، موضحاً أنه في شهر سبتمبر 2023، أنجزت شبكة الجزيرة تحقيقاً أطلقت عليه اسم "الفضاء المغلق"، وحقق فيه فريق العمل بشكل موضوعي على مدار عام حول كيف يتم محاربة الرواية والسردية الفلسطينية، وقام فريق الجزيرة بإنشاء صفحتين على فيسبوك؛ الأولى باسم "لمة فلسطينية"، باللغة العربية، وتفاعلت معها الأوساط الفلسطينية بشكل كبير، وأضاف حملت هذه الصفحة مضموناً فلسطينياً لسردية فلسطينية، كما أنشأ فريق الجزيرة صفحة باللغة العبرية اسمها "أرض الأجداد" تبدو صفحة إسرائيلية، وأيضاً تم التفاعل معها على منصات السوشيال ميديا، واختبر فريق العمل بطريقة مهنية الخوارزميات وكيف تتفاعل.

 وأكد المسحال أن الصفحة الفلسطينية بعد أقل من شهر بدأ فرض العقوبات عليها، وبعد ثلاثة أشهر تم حذفها، أما الصفحة الإسرائيلية فقد بقيت، وأعطيت ميزة ترويج المحتوى. وأضاف؛ عندما قمت بمواجهة إدارة فيسبوك سائلاً عن المهنية تهربت من الإجابة وأبدت عدم استعدادها للرد.

وقال: عندما تمكن فريق الجزيرة من الولوج إلى معلومات إدارة شركة ميتا عن المسؤولين عن المحتوى فقد وجدنا شخصيات مثيرة للجدل مرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي تدير المنصة في محتواها.
 

فلسطين حاضرة في شبكة الجزيرة

وفي إجابة على مداخلة حول تخلّي الصحافة العربية عن فلسطين والاتكال على شبكة الجزيرة لنقل أحداث ما يجري، أكد المسحال أن النبض العربي لا ينسى فلسطين، واللوم يقع على عاتق المؤسسات الدولية.

وقال: ندرك أن نبض الشعوب ونبض الشارع ونبض أحرار العالم هو مع فلسطين.. وقد قامت الجزيرة بعمل جبار في نقل الحقيقة للعالم، رغم التضحيات الكبيرة.

وأضاف: الجزيرة لم تكن جديدة في تغطية التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومكتب الجزيرة في فلسطين هو الأكبر، ولذلك تميزت الجزيرة مهنياً عبر تغطيتها الموسعة والمستمرة والمباشرة للأحداث في فلسطين والعدوان الغاشم على قطاع غزة.