ينظم المركز القطري للصحافة  جلسة «فلسطين في قلوبنا»، وذلك ضمن سلسلة «أمسياتٍ فكريةً برؤية إعلامية متطورة»، التي ينظمها بشكل دوري. وتأتي هذه الجلسة بهدف تسليط الضوء على القضية الفلسطينية، وذلك في ظل انتشار الأخبار الزائفة والتضليل الإعلامي، وقتل الصحفيين والمدنيين، وجرائم حرب ترتكبها قوات الاحتلال في غزّة.

 

جاء ذلك ضمن الجلسة الثانية من الأمسيات الفكرية برؤية اعلامية بمجلس الصحافة الذي ينظمه المركز القطري للصحافة، والتى عقدت تحت عنوان فلسطين في قلوبنا تحدث خلالها نخبة من الخبراء والمختصين، من بينهم الكاتب الصحفي بابكر عيسى، ودكتور عصام نصار استاذ العربي المعاصر، ودكتور محمد المسفر أستاذ للعلوم السياسية في جامعة قطر وأحد المفكرين المعروفين باتجاههم القومي العربي، ود. خليل العناني الباحث بجامعة جورج تاون الامريكية، وحضر الندوة، سعادة الشيخ خالد بن عبدالعزيز آل ثاني مدير إدارة التطوير الإعلامي بالمؤسسة القطرية للإعلام، وسعادة رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة سعد الرميحي ونخبة من رؤساء تحرير الصحف والاعلاميين والصحفيين والاكاديميين والمهتمين بقضية فلسطين. وأدارها صادق العماري مدير عام المركز القطري للصحافة.

 

وكان المركز القطري للصحافة قد أدان الاستهداف المتعمد والجرائم الوحشية والعدوان الغاشم الذي ترتكبه قوات الاحتلال بحق الصحفيين والمدنيين في غزة، مؤكدًا على ضرورة الحيلولة دون اتخاذ قوات الاحتلال عملية «طوفان الأقصى» ذريعة للاستمرار في انتهاكاتها بحق الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام الذين يقومون بمهامهم الوظيفية وواجباتهم المِهنية في تغطية الأحداث الدائرة في الأراضي الفلسطينية المُحتلة عمومًا، وقطاع غزة المُحاصر خصوصًا.

 

أشاد خبراء واعلاميون ومهتمون بالدور الذي تلعبه دولة قطر في دعم حقوق الشعب الفلسطيني على كافة الأصعدة، واستعرضوا جهود قطر الدبلوماسية والاعلامية والانسانية، والثقة التى تتمتع بها في العالم نظرا لمواقفها المبدئية ومصداقيتها التى تجعل كلمتها مسموعة.

وتطرق الخبراء للجهود التي تبذلها الدوحة بالتنسيق مع الدول العربية الشقيقة من اجل وضع نهاية للحرب الإسرائيلية المعلنة على قطاع غزة، واعربوا عن تقديرهم لدور شبكة اعلام الجزيرة في اظهار مدى بشاعة المظالم التى يتعرض لها الشعب الفلسطيني وتفنيدها للدعاية المزيفة التي يبثها الاعلام المناصر للاحتلال الاسرائيلي باللغتين العربية والإنجليزية.

واكدوا ان القضية الفلسطينية عادت من جديد لكي تفرض نفسها على العالم وتحتل الصدارة على اجندة القضايا العالمية، بعد ان ظن الاحتلال انها توارت الى الظل، واجمعوا على ان الشعب الفلسطيني هو الوحيد القادر على ان ينتزع حقوقه ويفرض قضيته العادلة على الجميع.

 

موقف قطري مشرف

قال سعد الرميحي ان موقف دولة قطر ظل خلال السنوات ثابت وراسخ ودائم يقف إلى جانب الحقوق الفلسطينية ومناصر لها بكل الوسائل، واستشهد بزيارتين قام بهما سمو الأمير الوالد الى غزة وكان اول رئيس عربي والرئيس العربي الوحيد الذي زارها حرصا منه على اظهار دعم قطر لشعب فلسطين.

ومضى قائلا" تلك المسيرة القطرية المباركة في الوقوف مع الاشقاء في غزة التي يحمل رايتها الآن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى والذي لم يتأخر عن مواصلة الدعم القطري للشعب الفلسطيني.
وخلص للقول" ان ما تتعرض له غزة يمثل احداثا مؤلمة في ظل صمت دولي امام الفظائع والمذابح الاسرائيلية ضد ابناء الشعب الفلسطيني صاحب القضية العادلة الأمر الذي يتطلب صرخة عربية وانسانية".

تاريخ فلسطين

واستعرض دكتور عصام نصار تاريخ مأساة فلسطين واشار الى ان "فلسطين كانت جزءا من الدولة العثمانية والامة العربية واكتسبت بما تتمتع به من سمعة دينية وموقع جغرافي اهمية دولية بالغة بيد أن ذلك جعل من فلسطين اكثر شهرة من شعبها، وكانت في المخيلة الاوروبية والامريكية وكأنها أرض بلا شعب ".
واستطرد د. عصام نصار قائلا"ونظرا لمعاداة اليهودية في اوروبا نشأت الحركة الصهيونية التى تطالب بتأسيس وطن لليهود واقترحت مناطق مختلفة من العالم وفي النهاية كانت فلسطين خيارهم وبعد الحرب العالمية الثانية صدر وعد بلفور من وزير خارجية بريطانيا الدولة المحتلة لفلسطين وقتها والذي يجعل من فلسطين وطنا قوميا لليهود، ووقتها كان ٩٥ ٪ من سكان فلسطين عرب واقل من ٥ ٪ يهود وعلى اثر ذلك تدفق اليهود باسلحتهم لفلسطين وتم طرد وتهجير غالبية سكان فلسطين ".
ومضى قائلا" وعقب هزيمة ١٩٦٧ حدثت هجرة اخرى للفلسطينين وقررت اسرائيل انها تريد الارض لا السكان وباتت تعطي حق اقامة فقط للفلسطينين وتطور هذا الامر الى فصل عنصري حيث بنيت الاسوار والجدر التى تحيط بالمناطق الفلسطينية وتحول قطاع غزة الى سجن ".

نظام مأزوم

ووصف الدكتور محمد المسفر النظام العربي" بالمأزوم وهو ما اكده الاجتماع الاخير لجامعة الدول العربية والذي استضاف وزيري خارجية اوكرانيا وبولندا والوزيرين ضد حقوق الشعب الفلسطيني ورحبوا بهم وكان من المفترض الا يستقبلا بالاجتماع،الى جانب تخلف ٤ وزراء عرب عن حضور هذا الاجتماع الوزاري، وخرج بيان عن الاجتماع لا قيمة له مليء بالمناشدة وكأنهم وزراء لدول في امريكا اللاتينية".
واستعرض المسفر مقالات لكتاب اسرائيليين يتحدثون عن المأساة التي تعيشها إسرائيل واحدهم كتب يقول" كذبوا علينا وقالوا لنا اننا سنعيش في ارض بلا شعب وعندما ذهبنا لفلسطين وجدنا فيه شعبا عريقا أغريناه بالمخدرات والنساء وكل الوسائل لينسى ارضه لكنه لم ينس، وعندما تم اخضاعهم بالقوة خرجوا الينا من تحت الارض واقتحموا قواعدنا وحتى القمر الصناعى دخلوه نحن امام شعب فلسطيني جبار".

الصدمة والمفاجأة

ولخص الدكتور خليل العناني الموقفين الامريكي والاوروبي "بالصدمة والمفاجأة جراء احداث ٧ اكتوبر، ومفاجأة للعرب لاسباب نفسية وحالة الخزلان للفلسطينيين، وقبل ٧ اكتوبر لن يكون بعده، لكون أنه شهد اول عملية للمقاومة داخل اراضي ١٩٤٨ كانت هجومية واتسمت بالمبادرة، وفي حرب ١٩٧٣ طلبت اسرائيل المساعدة من امريكا بعد ٦ ساعات لكن يوم ٧ اكتوبر طلبت المساعدة بعد ساعتين".
واشار الى انه في عام ٢٠١٦ " تم توقيع مذكرة تفاهم بين واشنطن وتل ابيب لانقاذ اسرائيل تعطي من خلالها الولايات المتحدة مبلغ ٣٨ مليار دولار خلال ١٠ اعوام من بينها ٥ مليارات دولار للقبة الحديدية، ومن الواضح ان الولايات المتحدة باتت اسرائيلية اكثر من اسرائيل ".
ومضى خليل العناني قائلا"إسرائيل دولة وظيفية وهي مشروع غربي زرع في منطقتنا العربية وهناك مصلحة للغرب في بقاء اسرائيل ودفاعهم عن اسرائيل هو دفاع عن مشروعهم وامريكا استخدمت حق الفيتو لصالح اسرائيل ٤٣ مرة والمشرعون الامريكيون يتنافسون في دعم اسرائيل ".

زيف الدعاية

وفي ختام المجلس تحدث ابوبكر عيسى قائلا ان المقاومة فضحت الكثير من الحقائق واظهرت ان اسطورة الجيش الذي لا يقهر ادعاء اعلامي وان روايات الصهاينة كلها اكاذيب، واثبتت زيف اعلام الدول الغربية.

وفتح المجال للمعقبين فتحدث الدكتور احمد عبد الملك والاعلامي عثمان اي فرح وعيسى ال اسحاق والدكتور زكريا مطر وتناولوا مقترحات لتفعيل اساليب الضغط من اجل وقف العدو وخدمة القضية الفلسطينية.

وخلص خليل العناني الى القول بان روسيا مناكفة وتستفيد من الامر، وان المقاومة الفلسطينية احسنت عندما اشارت للصين ان تتدخل في النزاع للوساطة وهو الامر الذي يربك الولايات المتحدة .