This is a notification message.

وزير الإعلام السوري في حوار مفتوح بالمركز القطري للصحافة

المركز القطرى للصحافة
حمزة المصطفى لرؤساء التحرير: خطة لتطوير الصحافة والدراما  العودة للإعلام المهني والتخفيف من تأثير الخطاب الطائفي
مدينة للإنتاج الإعلامي لبناء شراكات جديدة واستعادة الريادة  عودة صدور الصحف الورقية وعمل مكاتب الوكالات الأجنبية
فتح المجال أمام الإعلام الخاص لصناعة المحتوى المهني  نؤمن بالحرية وتلقينا 330 طلباً لترخيص وسائل إعلام جديدة
مراعاة المسؤولية الوطنية ومواجهة الخطابات المتطرفة  الاستفادة من تطور الصحافة القطرية في النشر والطباعة والإعلام الرقمي
تعاون إعلامي مع قطر لدعم خطط التطور الإعلامي والدرامي  مواقف قطر مشرفة وتاريخية في مسيرة نضال الشعب السوري
سعد الرميحي : آفاق جديدة للتعاون وتبادل التجارب الإعلامية  صادق العماري : نتطلع لمشاريع صحفية مشتركة مع الصحفيين والاعلاميين في سوريا

التاريخ

١٦ يوليو ٢٠٢٥

الوقت

١٠:٠٠ص

كشف سعادة السيد حمزة المصطفى وزير الإعلام السوري، عن خطة لتطوير قطاع الإعلام، تشمل عودة إصدار الصحف الورقية المتوقفةبداية من سبتمبر المقبل، تشمل إصدار صحيفة «الثورة»، وتطوير الإعلام الناطق بالإنجليزية، وعودة مكاتب الوكالات الأجنبية للعمل في دمشق.


وأكد مراجعة الخطاب الإعلامي، والتخفيف من تأثير الخطاب الطائفي، للعودة إلى الإعلام المهني المسؤول الذي يرسخ وحدة المجتمع بكل مكوناته.
وأعلن عن إنشاء مدينة للإنتاج الإعلامي لبناء شراكات جديدة، مع شركات الإنتاج العربية والخليجية، وإحياء الدراما السورية خاصة الدراما التاريخية التي تأثرت خلال السنوات الأخيرة؛ بسبب غياب الإنتاج الوطني.


وأكد أن خطة تطوير الإعلام الرسمي تتواكب مع فتح المجال أمام الإعلام الخاص والمستقل، لصناعة المحتوى المهني والأخلاقي، لافتاً إلى تلقي 330 طلباً لترخيص وسائل إعلام جديدة.


وشدد على سعي بلاده للاستفادة من تطور التجربة الصحفية القطرية، ومواكبتها تكنولوجيا النشر والطباعة، فضلاً عن التعاون الإعلامي مع دولة قطر؛ لدعم خطط التطور الإعلامي والدرامي في سوريا.


وأوضح أن خطط إعادة بناء الإعلام والدراما في سوريا المستقبل، تقوم على أسس موضوعية، وتُراعي أخلاقيات المهنة، وتحقيق التوازن بين حرية الإعلام والمسؤولية الوطنية، ومواجهة الخطابات المتطرفة.

 

جاء ذلك خلال جلسة حوارية موسعة نظمها المركز القطري للصحافة مع وزير الإعلام السوري، بحضور كل من السادة: سعد بن محمد الرميحي، رئيس مجلس إدارة المركز، وعبدالله بن حيي السليطي،نائب رئيس مجلس الإدارة. 


شارك في اللقاء السادة: عبدالله طالب المري رئيس تحرير «الراية»،وجابر سالم الحرمي، رئيس تحرير «الشرق»، ومحمد حجي، رئيس تحرير جريدة «الوطن»، وفيصل المضاحكة رئيس تحرير «GULF TIMES».


شهد اللقاء الذي أقيم في قاعة "عبدالله بن حسين النعمة" بالمركز، مشاركة كل من السادة: عبدالله غانم المهندي، مدير مكتب التعاون الدولي بالمؤسسة القطرية للإعلام، وأحمد عبدالله العطية، مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال بالمؤسسة، وليلى الرفاعي، مستشارة الاتصال والإعلام بوزارة الإعلام السورية، وعلاء برسيلو، المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري، ومحمد طفران معاون وزير الإعلام السوري للإعلام الرقمي.


شراكة عملية


جاء اللقاء في إطار جهود ورسالة المركز في تفعيل جسور التواصل الإعلامي العربي، وتبادل الخبرات، وتوسيع شبكة العمل المشترك، وتعزيز الحوار حول مستقبل الإعلام في المنطقة.
في بداية اللقاء، رحّب الأستاذ سعد بن محمد الرميحي، بوزير الإعلام السوري والوفد المرافق، مؤكداً أن مثل هذه اللقاءات تفتح آفاقاً جديدة للتعاون وتبادل التجارب الإعلامية. 


وقال: يسعى المركز القطري للصحافة دائماً لأن يكون مظلة للحوار المهني العربي، في مواجهة التحديات، ونتطلع لتعزيز التعاون بين الهيئات المهنية الصحفية والإعلامية؛ لدعم الارتقاء بالمهنة وحرية الرأي والتعبير، وحقوق وسلامة الصحفيين، والوصول لرؤية موحدة تستند إلى القيم المهنية والأخلاقية، وتفعيل دور الإعلام الوطني في التعبير عن نبض الشارع وتطلّعات الشعوب.
وأضاف: نثمّن حضور الأشقاء السوريين، ونتطلّع إلى شراكة عملية تتجاوز الشكل إلى مضامين مهنية فاعلة، خاصة في ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها المشهد الإعلامي العربي. 


وأعرب الرميحي عن تطلعه لترسيخ ثقافة الحرية المسؤولة، قائلاً: حرية الصحافة ركيزة أساسية في نهضة وتقدم المجتمع، ونتطلع لتفعيل دور الإعلام السوري الحر في ترسيخ قيم الوحدة الوطنية،وليس الفرقة والتشرذم؛ للحفاظ على المكتسبات الوطنية، والتقدم نحو التنمية والنهضة والاستقرار.


مواقف قطر 


وفي كلمته، عبّر سعادة السيد حمزة المصطفى وزير الإعلام السوري عن شكره للمركز القطري للصحافة لتنظيم هذا اللقاء،بمشاركة نخبة من كبار الصحفيين والإعلاميين. 
وأكد وزير الإعلام السوري أن العلاقات القطرية السورية تاريخية وراسخة عبر الزمن، لافتاً إلى أن الشعب السوري يحتفظ في وجدانه بمواقف قطر الداعمة والثابتة والمنحازة دوماً لإرادته وتطلعاته المشروعة في الأمن والاستقرار والتنمية في أصعب لحظات تاريخه، وحرص دولة قطر على سيادة ووحدة وازدهار سوريا. 


وقال: "قطر لم تتعامل معنا كغُرباء، وكانت لها مواقف مشرفةوتاريخية في مسيرة نضال الشعب السوري نحو الحرية والديمقراطية والنهضة، ونحن نقدّر تلك المواقف النبيلة.
وأضاف: نتابع تطور مسيرة الصحافة القطرية، خاصة مواكبتها التطور التكنولوجي المتلاحق في تقنيات النشر والطباعة والإعلام الرقمي، ونتطلع للاستفادة من تلك التجربة في ظل ما نقوم به الآن من عملية إعادة هيكلة شاملة لقطاع الإعلام في سوريا. 


وأوضح أن الإعلام السوري مرّ بفترة تحوّل فيها إلى منصة للدعاية السياسية، فابتعد عن مهنيته.. وقال: لذلك أطلقنا خطة متكاملة لإعادة بنائه على أسس موضوعية، تُراعي أخلاقيات المهنة، وتُوازن بين الحرية والمسؤولية.


وأضاف: نؤمن بحاجة المجتمع إلى إعلام حر، ولكننا حريصون أيضاً على ألا تتحول الحرية إلى حالة من الفوضى غير المسؤولة،لذلك نعمل على تطوير الإعلام الرسمي برؤية جديدة تواكب تطلعاتنا للحرية والنهضة، وفي ذات الوقت نسعى لفتح المجال أمام الإعلام الخاص والمستقل، لصناعة المحتوى المهني والأخلاقي الذي يتطلع له الشعب السوري.
وأكد أن بلاده تخوض معركة صعبة، لكنّها حريصة على مراجعة الخطاب الإعلامي، والتخفيف من تأثير الخطاب الطائفي، والعودة إلى إعلام يعكس وحدة المجتمع السوري بكل مكوناته.


خطة تطوير


وطرح الأستاذ عبدالله طالب المري سؤالين تمحورا حول ضبط انفلات وسائل التواصل الاجتماعي، وتوجُّه الصحف في «سوريا الجديدة»، إضافة إلى آفاق التعاون الدرامي مع قطر. قائلاً: سوريا الشقيقة تشهد اليوم لحظة مفصلية، فنحن على أعتاب سوريا الحرة.. فكيف سيكون شكل الصحافة السورية، وما هي أوجه التعاون مع دولة قطر، لا سيما في مجال الدراما؟


وفي ردّه، أعلن وزير الإعلام السوري أن الوزارة بصدد إطلاق خطة تطوير طموحة للصحف السورية، تشمل عودة إصدار الصحف الورقية بداية من شهر سبتمبر، ومنها صحيفة «الثورة» بعد فترة من الصدور بصيغة PDF.


وقال: سيكون هناك صحيفتان جديدتان، نتطلع لأن تكونا نموذجاً صحفياً وطنياً متطوراً.، ونحن منفتحون على توزيع الصحف القطرية داخل سوريا، وغيرها من وسائل الإعلام المميزة ممن ترغب في التواجد.
وأكد أن الدراما السورية ذات تاريخ ثريّ ورائد، خاصة الدراما التاريخية، لكنها تأثرت خلال السنوات الماضية نتيجة توقف الإنتاج الوطني، والاكتفاء بالموضوعات الاجتماعية التي تشير إلى طبيعة المجتمع في فترة بعينها.


لافتاً إلى توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء مدينة الإنتاج الإعلامي،والتي تمثّل فرصة مهمة لبناء شراكات جديدة تعزز عودة الدراما التاريخية السورية لسابق عهدها. 
وكشف عن توجّه للتعاون الإعلامي مع دولة قطر ضمن عملية التطوير الجارية، خاصة أن الدراما القطرية التاريخية أثبتت قدرتها على الجمع بين الرسالة والجماهيرية. 


الإعلام المسؤول


بدوره، قال الأستاذ جابر سالم الحرمي، رئيس تحرير جريدة الشرق: كما كانت قلوبنا مع الثورة، نحن اليوم قلوبنا مع الدولة السورية. نريد أن نطمئن على وحدة سوريا، فالإعلام المسؤول هو الذي يضبط الخطاب، ولا يفرّط في وحدة الوطن.


وأكد وزير الإعلام السوري أن هناك رؤية واضحة لدى القيادة السورية في الحفاظ على الدولة، والتعامل بمرونة مع مختلف الملفات الداخلية.
وأشار إلى التحديات الخارجية، وعلى رأسها التحدي الإسرائيلي، مما يتطلب إعلاماً وطنياً لا طائفياً، قادراً على مواجهة الخطابات المتطرفة.


وتساءل الأستاذ محمد حجي، حول هامش الحرية المتاح، وما إذا كانت هناك نية فعلية لاحتواء الأصوات المعارضة. 


ورد وزير الإعلام السوري: نعم، نحن مهتمون بفتح المجال للجميع،لدينا أكثر من 330 طلباً لترخيص وسائل إعلام جديدة، ونرحب بأي صوت مسؤول، وأنشأنا منذ أيام مدينة إعلامية لاحتضان المؤسسات المستقلة، ونطمح إلى توسيع هامش الحريات، وبناء بيئة إعلامية بنّاءة وصديقة للصحفيين.


الإعلام الخارجي 


وتحدث الأستاذ فيصل المضاحكة حول أهمية دور الإعلام الموجّه للخارج، قائلاً: دولة قطر واجهت عبر تاريخها العديد من حملات التشويه المشبوهة، واستطاعت أن تتعامل معها عبر أدوات إعلامية متعددة بنشر الحقائق، وتفنيد الأكاذيب، وتقديم صورة حقيقية للرد على تلك الحملات الممولة. ننصح سوريا الشقيقة بالتركيز على الإعلام الناطق باللغات الأجنبية؛ لتصحيح الصورة المغلوطة لدى الغرب.


ورد الوزير بأن سوريا بدأت بالفعل في تطوير الإعلام الناطق بالإنجليزية، وأشار إلى أن مكاتب الوكالات الأجنبية بدأت في العودة للعمل في دمشق.
وقال: الوزارة تتبع أسلوب «التصحيح لا المنع»، في تعاملها مع ما يُنشر من أخبار كاذبة في الخارج، فسوريا الآن تبدأ من تحت الصفر في العديد من القطاعات الحيوية، ومنها الإعلام بعد سنوات من التدمير والتهميش.


مشاريع مشتركة


من جانبه، أكد الأستاذ صادق محمد العماري مدير عام المركز ، أهمية اللقاء الموسع الذي يستضيفه المركز القطري للصحافة، واعتبره خطوة هامة نحو بناء شراكات إعلامية تعود بالنفع على الطرفين.


ونوه بتجربة الإعلام السوري الحر، ودوره في التعبير عن نبض الشعب وتطلعاته نحو الحرية، والأمن، والاستقرار، والتنمية رغم التحديات الكبرى.  
وأكد أن المركز مستعد لتقديم كل ما من شأنه دعم تطوير الكفاءات الإعلامية، والتعاون في مجالات التدريب، والصناعة الرقمية، والبحث الإعلامي.


وقال: نتطلع لتفعيل مشاريع صحفية مشتركة مع وزارة الإعلام السورية ونقابة الصحفيين السوريين ، تُسهم في تطوير الإعلام العربي، وتفتح مجالات جديدة لتنمية مهارات الصحفيين الشباب.