Arabic English

الجزيرة .. 28 عامًا من الريادة والانحياز للحقيقة

تحتفل الجزيرة بالذكرى السنوية الثامنة والعشرين لتأسيسها، وانطلاقها في 1 نوفمبر 1996 من الدوحة لتكون أول قناة إخبارية مستقلة في الوطن العربي، وتوسعت لتصبح شبكة إعلامية دولية بعدد من المنافذ منها شبكة الإنترنت، وقنوات تلفزيونية متخصصة في عدة مناطق من العالم وبلغات متعددة . واجهت الجزيرة خلال مسيرتها تحديات جمة، لا يعرف أن وسيلة إعلامية أخرى واجهتها، فقد دفع صحفيوها وما زالوا أثمانًا باهظة:القتل والسجن والتعذيب، خلال سعيهم إلى نقل الحقيقة والصورة الكاملة، لكن رغم ذلك حقّقت الجزيرة نجاحات كثيرة، وحصلت على جوائز دوليّة وشهادات تكريم مرموقة؛ تقديرًا للمحتوى الإعلامي الفريد الذي تقدمه.

واستطاعت الجزيرة، التي بدأت بقناة واحدة، أن تتحول إلى شبكة إعلامية عالمية تضم عددًا من القنوات، والمراكز المتخصصة والمنصات الرقمية، بلغات متعددة، وذلك في إطار سعيها الدؤوب إلى التطور،وتقديم منتجات إعلامية متنوّعة تساير التطور السريع في مجال تكنولوجيا الأخبار، مما مكّن الجزيرة من بناء جسور للتواصل الثقافي بين الشعوب، وفتح أبواب للمعرفة والوعي. وتطورت الجزيرة لتصبح شبكة تضم قنوات تلفزيونية: (الإخبارية والإنجليزية والوثائقية والجزيرة مباشر والجزيرة بلقان والجزيرة أمريكا والجزيرة التركية)، فضلًا عن منصات القطاع الرقمي مثل AJ+ وموقع الجزيرة نت، ومنتدى الجزيرة، وموسوعة الجزيرة والجزيرة 360، إضافة إلى معهد الجزيرة للإعلام، ومركز الجزيرة للدراسات، ومركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان.

وتعرضت طواقم الجزيرة عبر مسيرتها الإعلامية للاستهداف المباشر في ميادين الصراع؛ لمنع الجزيرة من نقل الحقيقة، فكانت النتيجةاعتقال وترويع عدد من صحفيي القناة، بل واستشهاد عدد من المراسلين والصحفيين والمصورين العاملين بالجزيرة؛ ثمنًا للمهنية ونقل الحقيقة، ليخلدوا أسماءَهم في قائمة شهداء الإعلام والحقيقة. وعبر مسيرتها الريادية في توثيق اللحظات المفصلية من تاريخ أمتنا العربية الإسلامية، واجهت شبكة الجزيرة اتهامات كثيرة وتعرضت للحجب مرات عدة، وكانت الدعوة لمقاطعتها وتعقب صحفييها ومدونيها تغزو القنوات المنضوية تحت لواء الثورات المضادة. وفي بداية العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة في السابع من أكتوبر 2023، رفعت الجزيرة شعار: «التغطية مستمرة» رغم المساعي الإسرائيلية لحظر تغطيتها واستهداف صحفييها ومصوريها بالاعتقال والترويع والقتل واستهداف منازلهم ومنازل ذويهم. ونجحت الجزيرة بتغطية الأحداث على مدى 24 ساعة، في نقل الصورة بجودة ودقة ومهنية عالية، وأظهرت خلالها استحقاقها أن تكون في صدارة القنوات العربية والعالمية العاملة في القطاع. وانفردت الجزيرة بنشر حصري لإصدارات المقاومة الفلسطينية من جهة، وما يصدر عن الاحتلال من جهة أخرى، حتى أصبحت مرجعًايقصده العالم لمواكبة الأحداث. وأثار القانون الذي منح بموجبه الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) الحكومة صلاحيات مؤقتة بحظر القنوات الإخبارية الأجنبية التي تضر بأمن البلاد القومي من العمل في إسرائيل، أو ما سمي "قانون الجزيرة" الكثير من ردود الفعل عالميًا، وهو ما يعكس تأثير وقوة الجزيرة وقدرتها على نقل الحقيقة للعالم حول الجرائم والمجازر الإسرائيلية في غزة.   وتقود الشبكة حملة دولية لمحاسبة الاحتلال على قتل صحفييها، وهي خطوة جريئة وفعّالة في مواجهة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحفيين. وبدأت الحملة الدولية بالكشف عن التفاصيل الدقيقة للانتهاكات والجرائم التي استهدفت الصحفيين ووسائل الإعلام، وتسليط الضوء على كيفية استخدام الجزيرة للأدلة والتوثيق لإثبات دور الاحتلال في تلك الجرائم، مما يمكن أن يسهم في تحقيق العدالة الدولية.