This is a notification message.
في الحادي عشر من سبتمبر 2001، لم تكن نيويورك وحدها هي التي اهتزت تحت ألسنة اللهب والدخان، بل ارتجّ معها النظام الدولي بأسره.
4 طائرات مدنية تحوّلت إلى أدوات موت موجّهة أصابت قلب القوة العظمى في العالم، ووضعت الولايات المتحدة أمام صدمة غير مسبوقة.. عدو غير تقليدي بلا جيش ولا حدود ينجح في شلّ رموز الاقتصاد والعسكرة الأمريكية في لحظات معدودة.
ففي صباح الثلاثاء 11 سبتمبر 2001، اختطف 19 عنصراً من تنظيم القاعدة 4 طائرات مدنية؛ اصطدمت اثنتان منها ببرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك فانهارا بعد ساعات، فيما استهدفت الثالثة مبنى البنتاجون قرب واشنطن، أما الرابعة فتحطمت في بنسلفانيا بعد محاولة الركاب استعادة السيطرة عليها.
لم تكن أحداث ذلك اليوم مجرد مأساة إنسانية أسفرت عن آلاف القتلى والجرحى، بل كانت نقطة انعطاف استراتيجية غيّرت معادلات السياسة الدولية لعقود؛ حيث ردت واشنطن بإعلان "الحرب على الإرهاب"، وهو الشعار الذي شكل عنوان المرحلة التالية؛ فاندفعت نحو حربي أفغانستان، والعراق، وأعادت تشكيل منظومتها الأمنية والاستخباراتية على نحو غير مسبوق.
عبرت دول العالم أجمع عن صدمتها من الهجوم المفاجئ، حيث تصدرت صور تصاعد الدخان وألسنة النار ولحظة اصطدام الطائرات ببرجي مركز التجارة العالمي، الصفحات الأولى من الصحف الغربية والعربية.. ولكنها اختلفت في تناولها الأخبار؛ فالصحف الغربية اتجهت إلى استخدام مصطلحات معبرة وقوية، مثل: "الحرب"، و" هجوم إرهابي" في عناوينها، بينما اعتمدت الصحف العربية عناوين تصف الحدث، وتركز على تداعياته على الشرق الأوسط.
تغطيات الصحف الأمريكية:
اعتمدت معظم الصحف الأمريكية في تغطية أحداث 11 سبتمبر على الطابع الدرامي والعاطفي المكثف، مع حضور واضح للغة الحرب والخطاب القومي، وركزت على الصدمة والرمزية من استهداف قلب القوة الاقتصادية والعسكرية الأمريكية، وأبرزت صور الدمار والنار والدخان كدليل على "اليوم الأسود" في التاريخ الأمريكي.
وهيمنت العناوين الكبيرة والمباشرة، مثل: "أمريكا تحت الهجوم" و"الحرب تبدأ" على الصفحات الأولى لتؤطر الحدث باعتباره إعلان مواجهة مفتوحة بين الولايات المتحدة وعدو خارجي، وفي الوقت نفسه اعتمدت معظم الصحف على الشهادات الإنسانية من الناجين وأهالي الضحايا، إلى جانب مقالات رأي طالبت بالرد العسكري السريع، ما جعل الخطاب الإعلامي يمزج بين الحزن الوطني والتعبئة السياسية.
بهذا لعبت الصحافة الأمريكية دوراً محورياً في تشكيل الوعي الجمعي تجاه الهجمات، وربطها مباشرة بمفهوم "الحرب على الإرهاب".
نيويورك تايمز:
نشرت صحيفة نيويورك تايمز في 12 سبتمبر 2001، أي اليوم التالي للحدث، خبراً على صفحاتها الأولى بعنوان: "الولايات المتحدة تحت الهجوم.. طائرات مختطفة تدمر برجي مركز التجارة العالمي وتستهدف البنتاجون في يوم دموي مروع".
جاءت تغطية صحيفة نيويورك تايمز لهجمات 11 سبتمبر 2001، مختلفة في أسلوبها عن الصحف الشعبية، مثل نيويورك بوست، إذ اتسمت بقدر أكبر من التحليل والرصانة، وقدمت تقارير موسّعة عن تفاصيل الهجمات، وكيفية وقوعها، وتحقيقات حول الثغرات الأمنية، إلى جانب تحليلات سياسية تتناول احتمالات الرد الأمريكي، وتداعياته على الشرق الأوسط والعالم، وأفسحت المجال لزوايا إنسانية عبر شهادات ناجين وذوي الضحايا.
واشنطن بوست:
نشرت واشنطن بوست في اليوم التالي للتفجير خبراً بعنوان: "إرهابيون يختطفون أربع طائرات مدنية، ويدمرون مركز التجارة العالمي، ويستهدفون البنتاجون.. مئات القتلى". مع صورة لآثار الدمار والمباني المحترقة. وقدمت تغطية شاملة للهجمات جمعت بين التوثيق اللحظي والتحليل السياسي العميق.
وتوسعت الصحيفة في عرض تفاصيل الهجمات عبر تحقيقات موسعة حول كيفية اختطاف الطائرات والثغرات الأمنية التي سمحت بحدوث الكارثة، إلى جانب تحليلات متأنية حذرت من أن الولايات المتحدة تدخل مرحلة جديدة من الحرب ضد الإرهاب. كما خصصت مساحات لشهادات الناجين والقصص الإنسانية المؤثرة من نيويورك وواشنطن، ما منح تغطيتها بعداً إنسانياً موازياً للتحليل السياسي.
لوس أنجلوس تايمز:
أما صحيفة لوس أنجلوس تايمز، فقد نشرت تقريراً تحت عنوان:" إرهابيون يهاجمون نيويورك والبنتاجون: آلاف القتلى والجرحى بعد أن اصطدمت طائرات أمريكية مختطَفة بأهدافها وتدمر مركز التجارة العالمي بالكامل."
وخصصت تغطية واسعة اتسمت بالجمع بين السرد التفصيلي والتحليل الاستراتيجي، وقدّمت تقارير مطوّلة عن كيفية تنفيذ الهجمات، وما خلّفته من خسائر بشرية ومادية إلى جانب تحقيقات عن القصور الاستخباراتي الأمريكي.
كما ركزت على الأبعاد الجيوسياسية المحتملة، محذرة من أن الولايات المتحدة قد تتجه نحو حرب طويلة في أفغانستان. وأفردت صفحات خاصة للقصص الإنسانية من قلب نيويورك، عارضة مشاهد الرعب والفوضى عبر شهادات الناجين ورجال الإطفاء.
نيويورك بوست:
نشرت صحيفة نيويورك بوست في 12 سبتمبر تقريراً في طبعة خاصة تم إصدارها بعنوان: "إعلان الحرب.. تدمير مركز التجارة العالمي وسقوط عدد كبير من القتلى.". وتميّزت تغطيتها بطابعها العاطفي والدرامي المباشر، حيث ركزت على المشاهد الإنسانية من قلب نيويورك، ناقلة شهادات الناجين وأصوات المسعفين، إلى جانب نبرة غاضبة طالبت برد قوي وسريع على منفذي الهجمات.
الصحف البريطانية:
ذا تايمز:
خصّصت صحيفة ذا تايمز البريطانية في عددها الصادر يوم 12 سبتمبر 2001 تغطية استثنائية لهجمات نيويورك وواشنطن، تمثلت في غلاف أيقوني حمل صورة مانهاتن تغمرها سحب الدخان الكثيف تحت عنوان زمني بسيط: "10:02am, September 11 2001"، في إشارة إلى اللحظة التي غيّرت مجرى التاريخ.
وفي الداخل أفردت الصحيفة ملحقاً خاصاً تناول شهادات مراسليها من قلب الكارثة، وتحليلات سياسية وأمنية معمقة، فيما جاءت افتتاحيتها بعنوان: "اليوم الذي غيّر وجه العالم المعاصر "لتؤكد أن الهجمات لم تكن مجرد مأساة أمريكية، بل محطة مفصلية دفعت العالم بأسره إلى الدخول في مرحلة جديدة من الخوف، والسياسات الأمنية المشددة.
ذا ديلي تلجراف:
قدّمت صحيفة ذا ديلي تلجراف البريطانية تغطية استثنائية لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، اتسمت بقوة الصورة وبساطة العنوان ووقعهما العاطفي؛ ففي عددها الصادر في 12 سبتمبر، تصدّرت الصفحة الأولى صورة ضخمة لمركز التجارة العالمي وهو يلتهمه اللهب والدخان الكثيف، تحت عنوان صارخ ومباشر: "الحرب على أمريكا".
وقد أفردت الصحيفة في الداخل أكثر من 10 صفحات للحدث، تنوعت بين التقارير الميدانية والشهادات الحية من نيويورك، والتحليلات الأمنية والسياسية التي حاولت استشراف الرد الأمريكي المحتمل، أما افتتاحيتها فدعت إلى أن يكون الرد عقلانياً وحاسماً في آن، مؤكدة أن أي قائد يتهاون أمام "فظائع بهذا الحجم" يفقد موقعه ومصداقيته.
بهذا الأسلوب جمعت ذا ديلي تلجراف بين الدراما البصرية والتحليل السياسي الصارم، لتقدّم واحدة من أكثر التغطيات تأثيراً في الصحافة البريطانية، وهي تغطية ما زال غلافها يُستشهد به حتى اليوم كأيقونة صحفية.
ذا جارديان:
غطّت صحيفة ذا جارديان البريطانية أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 بأسلوب صادم بصرياً ومكثف دلالياً، حيث خصصت صفحتها الأولى لصورة ضخمة لانهيار برجي مركز التجارة العالمي تحت عنوان بارز جاء بصيغة: "إعلان حرب" في إشارة مباشرة إلى أن ما جرى يتجاوز حدود الهجوم الإرهابي ليصبح بمثابة حرب مفتوحة.
وفي افتتاحيتها المؤثرة بعنوان: "خلاصة كل مخاوفنا"، حذّرت الصحيفة من الانجرار إلى ردود فعل انفعالية قد تمنح الإرهابيين نصراً غير مقصود، داعية الولايات المتحدة إلى التروي والحكمة.
الصحف العربية:
تناولت الصحف العربية أحداث 11 سبتمبر بمزيج من الدهشة والإدانة والتساؤل، حيث سارعت بعض الصحف إلى إبراز حجم المأساة الإنسانية والتنديد باستهداف المدنيين، بينما ركزت الصحف الأخرى على المخاوف من أن تتحول الهجمات إلى ذريعة أمريكية، لشنّ حرب على العالمين؛ الإسلامي والعربي؛ فظهرت عناوين تعبّر عن صدمة غير مسبوقة من اختراق القوة الأمريكية.
وفي الوقت ذاته، اتسم خطاب بعض المنابر الإعلامية بالتحفظ، حيث شددت على ضرورة انتظار نتائج التحقيقات وعدم الانسياق وراء الاتهامات المباشرة التي وجهت إلى العرب والمسلمين.. بذلك عكست التغطية العربية تبايناً بين التعاطف الإنساني مع الضحايا، والتحذير من انعكاسات سياسية وأمنية قد تدفع المنطقة نحو صراعات أوسع.
الراية القطرية:
حملت صحيفة الراية القطرية في عددها الصادر في 12 سبتمبر 2001 عنواناً موجزاً يلخص حجم الكارثة: "أمريكا تحترق" مع صورتين لاحتراق برجي مركز التجارة العالمي، ومحاولات إطفاء النيران التي نشبت بمبنى البنتاجون.. مع عناوين فرعية تعبر عن ردود الأفعال الأمريكية والسيناريو القادم، مثل: "بوش يتوعد الإرهابيين والذعر يجتاح المدن الأمريكية.. سلسلة هجمات دمرت المركز التجاري بنيويورك ومبنى البنتاجون.. آلاف القتلى تحت الأنقاض.. واستنكار عربي ودولي واسع".
وتناولت التغطية الشاملة لـ "الراية" إدانة دولة قطر للهجمات الإرهابية، وتقارير تؤكد عدم تأثر البورصة القطرية، وسلامة البعثة القطرية في نيويورك وواشنطن، والطلبة القطريين في أمريكا.
الجزيرة نت:
جاءت تغطية قناة الجزيرة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 لتشكّل منعطفاً في المشهد الإعلامي العربي والعالمي، حيث بدا واضحاً أنها اختارت نهجاً مختلفاً عن السائد في القنوات الغربية. فمنذ اللحظة الأولى نقلت صور انهيار برجي مركز التجارة العالمي بسرعة لافتة، ووفّرت متابعة إخبارية متواصلة أضاءت على الحدث من زوايا متعددة.
لكن ما ميّز الجزيرة حقاً هو خطابها الإعلامي المتوازن؛ إذ تجنّبت الانجرار وراء اللغة الانفعالية التي غلبت على الإعلام الأمريكي، واكتفت بوصف ما جرى بـ "الهجمات" أو "التفجيرات"، في انتظار اكتمال التفاصيل، كما أنها فتحت شاشتها أمام أصوات وتحليلات متنوعة، عربية وغربية، بعضها لم يتردد في ربط ما حدث بالسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، الأمر الذي أثار استياءً في واشنطن.
صحيفة الأهرام:
ونشرت صحيفة الأهرام في 12 سبتمبر 2001 تقريراً بعنوان: "الفزع يجتاح الولايات المتحدة".. ومعه عناوين فرعية، أبرزها: "إعلان حالة التأهب القصوى بين القوات والقواعد العسكرية الأمريكية في العالم"، قدمت فيه تغطيات حاولت الموازنة بين وقع المأساة وأبعادها الاستراتيجية، مقدمةً للقارئ صورة أوسع من مجرد مشهد الدمار في نيويورك وواشنطن.
صحيفة السفير- لبنان:
أما صحيفة السفير اللبنانية، فقد نشرت في 12 سبتمبر 2001 مقالاً بعنوان:" نهاية العالم الآن".. وتميزت تغطية الصحيفة بطابع سياسي متزن لهجمات 11 سبتمبر 2001، إذ ركزت على المواقف الرسمية العربية والدولية، وعكست رؤية تحليلية تربط الحدث بسياقه الإقليمي والدولي، بعيداً عن الانفعال الآني.
صحيفة القدس العربي:
نشرت صحيفة القدس العربي مقالاً تحت عنوان: "بوش وكبار المسؤولين يختبئون في أماكن آمنة، وتوقع آلاف القتلى والجرحى"، و"ذعر في أمريكا.. هجمات بالطائرات وانفجارات تنسف مركز التجارة وتضرب البيت الأبيض والبنتاجون ووزارة الخارجية".
وتباينت اللهجات التحريرية للصحيفة، فبعضها أدان الحادث بحدة، وبعضها ربط الحادث بسياسات أمريكية سابقة في الإقليم كمحاولة لفهم دوافع المهاجمين؛ لكن الغالب مرّ بمناخ حزن وذهول.
صحيفة الرياض:
غطت صحيفة الرياض أحداث 11 سبتمبر منذ اللحظة الأولى في سبتمبر 2001، حيث تصدرت صفحاتها عناوين بارزة مثل: "يوم جهنمي في الولايات المتحدة"، مصحوبة بصور سقوط برجي مركز التجارة العالمي، وضرب البنتاجون.
وركزت التغطية على هول الكارثة، وردود الفعل الدولية، فيما حذر الكتّاب العرب من الخلط بين الإسلام والإرهاب.. وجاءت اللغة الصحفية مكثفة لتعكس حجم الحدث، مؤكدة أن ما جرى لم يكن أزمة أمريكية فقط، بل هو زلزال عالمي ستتردد ارتداداته سياسيًا وأمنيًا لسنوات طويلة.
جريدة القبس:
في 12 سبتمبر 2001، خصصت القبس الكويتية تغطية شاملة لهجمات نيويورك وواشنطن، حيث تصدرت صفحتها الأولى صور الدخان المتصاعد من برجي مركز التجارة العالمي، تحت عنوان بارز: " الإرهاب يفجر مراكز القرار السياسي والعسكري والمالي في أمريكا".
وقدمت تفاصيل عاجلة عن الكارثة وعدد الضحايا كما نقلتها وكالات الأنباء، مع إبراز الموقف الكويتي الرسمي المندد بالهجمات.
وشددت الصحيفة على رفض الإرهاب، والتأكيد على أن ما جرى لا يمتّ إلى الإسلام بصلة، وحذرت من انعكاسات خطيرة على السياسة والأمن في المنطقة والعالم.
صحيفة البيان:
في 12 سبتمبر 2001، نشرت صحيفة البيان الإماراتية تقريراً لتغطية هجمات 11 سبتمبر، تحت عنوان بارز: "الهجوم استهدف البيت الأبيض وطائرة بوش وتوقعات بـ 20 ألف قتيل، أمريكا تعلن التعرف على هوية المنفذين، واشنطن تسعى لتحالف دولي ضد الإرهاب بمشاركة الناتو والدول الإسلامية".
وركزت التغطية على تفاصيل الضربات التي استهدفت نيويورك وواشنطن، وأبرزت الموقف الإماراتي والعربي المندد بالهجمات، فيما ذهبت تحليلاتها إلى ربط العملية باسم تنظيم القاعدة، واحتمال تغير موازين السياسة الدولية، مع تأكيد واضح على أن الإرهاب لا يمثل الإسلام وقيمه.
تستقبل نساء غزة يوم الأم...
تواصل الآلة الإعلامية الإسرائيلية حربها...