This is a notification message.
تحتفل إذاعة قطر، بمرور 57 عاماً على انطلاقها عبر الأثير، لتصبح منارة إعلامية مضيئة في سماء الوطن، تحمل صوته إلى كل بقاع الأرض، وتنقل نبضه إلى الأجيال القادمة.
انطلقت إذاعة قطر في الخامس والعشرين من يونيو عام 1968 لتعلن ولادة صوت عربي جديد، بدأ أولى خطواته بساعات بث محدودة، ثم نمت وازدادت مع السنين حتى بات البث على مدار الساعة، تتواصل خلاله الإذاعة في مشوارها الغني بالعطاء مع مستمعيها ومحبيها وتمضي قدماً في خطط التحديث المتتالية في كافة الأقسام والكوادر بطموح لا حدود له، وعزيمة لا مثيل لها.
ونجح الرعيل الأول من الإذاعة من مسؤولين ومذيعين في نحت هوية إذاعة قطر، لتكون جامعة عربية إسلامية تجد فيها كافة فئات المجتمع ضالتها.
فقد حملت الإذاعة همّ التراث والثقافة القطرية من خلال ما تقدِم من محتوى، وذلك بتقديم رموز الثقافة والأدب، بالإضافة لعرض مفردات البيئة القطرية، وما يميزها من عادات وتقاليد عبر محتوى إعلامي شيق ومحترم.
مديرو إذاعة قطر:
على مدى أكثر من نصف قرن، تعاقب على إدارة إذاعة قطر نخبة من الإعلاميين والإداريين الذين تركوا بصماتهم في مسيرة الإعلام الوطني.
وقد ساهم كل منهم في تطوير البنية المؤسسية والبرامجية للإذاعة، بما يتناسب مع التوجهات الوطنية والتغيرات التكنولوجية والثقافية في البلاد.
1- السيد عبدالرحمن بن سيف المعضادي:
يُعد من أوائل مديري إذاعة قطر، حيث تولى المنصب في مرحلة التأسيس خلال سبعينيات القرن الماضي، وهي المرحلة التي كان فيها الإعلام القطري يشق طريقه بثبات نحو المهنية والتأثير.
وتميزت فترته بالاعتماد على الكوادر المحلية في البث والإعداد والتقديم، مع التركيز على البرامج ذات الطابع الوطني والتعليمي.
وكان من الداعمين الكبار لإحياء التراث القطري من خلال برامج تستعرض الأمثال والحكايات الشعبية، كما ساهم في تشكيل هوية الإذاعة كمؤسسة وطنية.
2- السيد مبارك جهام الكواري:
يُعد السيد مبارك جهام الكواري من الأسماء البارزة في تاريخ الإعلام القطري، وتحديداً في إذاعة قطر، التي قادها في مرحلة مفصلية من تاريخها. حيث ساهم في إعادة صياغة دور الإذاعة من مجرد وسيلة بث تقليدية إلى منبر وطني حيوي يعكس تطلعات المجتمع، ويواكب التحولات الإعلامية في المنطقة.
بدأ السيد مبارك جهام الكواري مسيرته في الإعلام مبكراً، وانخرط في العمل الإذاعي وهو لا يزال في بداية مشواره المهني، حيث شغل عدة مناصب داخل إذاعة قطر قبل أن يتولى إدارتها، ما أكسبه خبرة عملية واسعة في شؤون الإنتاج والإدارة والتخطيط البرامجي.
وعمل في أقسام متعددة داخل الإذاعة، منها البرامج الثقافية والتنظيم الإداري، وشارك في تطوير البنية الداخلية للإذاعة، ليصبح أحد أبرز المهنيين الذين جمعوا بين الخبرة التقنية والفكر الاستراتيجي.
وحين تولى السيد مبارك جهام الكواري منصب مدير عام إذاعة قطر، كانت البلاد تمر بمرحلة من النمو المؤسسي والإعلامي، وكان مطلوباً من الإعلام الوطني أن يواكب تلك المرحلة برؤية حديثة تجمع بين الحفاظ على الهُوية والانفتاح على العالم.
وقد حرص على تطوير خريطة البرامج الإذاعية بما يتماشى مع تطور الذوق العام، واحتياجات المستمع القطري، فظهرت برامج جديدة ذات طابع اجتماعي وتفاعلي، بالإضافة إلى تعزيز حضور البرامج الثقافية والأدبية.
كما شجع الكواري على إنتاج المسلسلات الإذاعية والمحتوى المحلي، سواء في الدراما أو البرامج الوثائقية، ما أسهم في إبراز الكفاءات القطرية، كتّاباً وممثلين ومعدّين ومخرجين. وفرض منهجاً إدارياً صارماً يقوم على الوضوح والتنظيم والتخطيط، وشجّع الموظفين على الالتزام بأخلاقيات العمل الإعلامي.
3- السيد محمد عبدالرحمن الكواري:
يعد واحدًا من الشخصيات البارزة التي جمعت بين الإدارة والاهتمام بالجانب الثقافي. خلال فترة إدارته، أولى اهتماماً خاصاً بإبراز الشعر النبطي والبرامج التراثية، وأشرف على تطوير الإنتاج الدرامي الإذاعي الذي شهد انتعاشاً واضحاً. كما حرص على دعم الكفاءات الشابة، وساهم في خلق بيئة عمل تشجع على الابتكار والتجريب داخل الإذاعة.
4- السيد عبدالرحمن ناصر العبيدان:
شغل منصب مدير إذاعة قطر في مرحلة معاصرة، وتميّز بأسلوب إداري مرن يتماشى مع متطلبات العصر الرقمي. حيث دفع نحو تحديث المحتوى بما يلائم الأجيال الجديدة، مع التركيز على القضايا المجتمعية والمبادرات الوطنية.
كما لعب دوراً محورياً في إدخال تقنيات حديثة في الإنتاج والبث، وساهم في تعزيز حضور الإذاعة على المنصات الرقمية.
5- السيد علي ناصر الكبيسي:
من الأسماء المهمة في تاريخ الإذاعة، إذ شغل مناصب متعددة في قطاع الإعلام قبل أن يتولى منصب مدير عام إذاعة قطر.
وقد تميز برؤيته المؤسسية، حيث ركّز على تطوير بيئة العمل الداخلية، وتبنِي خطط تدريب وتأهيل الكوادر الإعلامية. وكان له دور في تعزيز جودة الصوت والبث، إلى جانب إعادة هيكلة بعض البرامج بما يتماشى مع رؤية قطر الإعلامية.
6- السيد محمد ناصر المهندي:
المدير الحالي لإذاعة قطر ومن الكفاءات الوطنية التي ساهمت في ترسيخ الهوية الإذاعية القطرية، وهو من الإعلاميين الذين تركوا بصمة واضحة في شكل ومضمون برامج إذاعة قطر.
خلال فترة قيادته، تم التركيز على البرامج الحوارية التفاعلية، وتعزيز مشاركة الجمهور، خاصة في البرامج الصباحية والاجتماعية. كما عمل على توثيق العلاقة بين الإذاعة والجمهور، عبر الاهتمام بقضايا الناس ومشكلاتهم اليومية، ما جعل الإذاعة أكثر قرباً من الشارع القطري.
رواد أثروا مسيرة إذاعة قطر:
محمد المعضادي:
يعتبر محمد المعضادي من أوائل الكتّاب والمذيعين الذين حملوا على عاتقهم مهمة تشكيل الوعي الثقافي والاجتماعي، فكان مقدماً للبرامج الشبابية الاجتماعية التي ترسم صورة المجتمع بكل تفاصيله. دور المعضادي لم يقتصر على الإذاعة فحسب، بل كان مراقباً للبرنامج العام، في منصب جعل منه العقل المدبر وراء محتوى الإذاعة، ومدافعاً عن الثقافة الوطنية في وجه التغيرات السريعة.
ومشاركته في تأسيس النشرة الرياضية لم تكن سوى تجسيد لرغبته في تنويع المحتوى وإثراء التجربة السمعية.
حسن رشيد:
أعلن الدكتور حسن رشيد بداية البث الرسمي لإذاعة قطر بعبارة: "هنا إذاعة قطر من الدوحة"، لم يكن فقط يعلن انطلاقة محطة، بل يعلن بداية عصر جديد من الإعلام الوطني.
الدكتور حسن رشيد، بحضوره الطاغي وثقافته العميقة التي تجلت في نيله الدكتوراه في فلسفة الفنون، قاد برامج متعددة حملت دفء اللقاءات الشعبية، وأدرك أهمية بناء جسر ثقافي بين الأصالة والمعاصرة.. بصوته وكلماته، كانت الإذاعة وطناً يسمعه الجميع، وكانت محطات الزمن ترسم ملامح الهوية.
غازي حسين:
لم تكن الإذاعة مجرد كلمات تنطلق في الفضاء، بل كانت حكايات وأحداثاً تجسد الحياة اليومية، خاصة عبر صوت غازي حسين الذي أسهم في تقديم برامج الأطفال التي تركت بصمة لا تنسى، من "افتح يا سمسم" إلى مسلسلات مثل "عفواً سيدي الوالد".
أسهم غازي حسين في بناء جسر درامي يجمع بين الأسرة والمجتمع، مما أرسى قواعد دراما خليجية فريدة ارتبطت بذاكرة الجماهير.
محمد زينل:
كان محمد زينل الصوت الرياضي الأول في الإذاعة، الذي قدم أول نشرة رياضية رسمية، ورافق لحظات الفرح والتشويق في الملاعب، مجسداً حماس الشباب وروح المنافسة. عشقه للحركة الكشفية وصموده في مواكبة الأحداث الرياضية الكبرى، مثل تغطية كأس العالم للشباب، جعله رمزاً لتطوير الإعلام الرياضي في قطر، ملهماً لأجيال قادمة من المذيعين والرياضيين.
رواد الدراما الإذاعية
لم تكتفِ الإذاعة بالنشرات والأخبار، بل كانت مسرحاً للحكايات التي تحاكي الواقع، بمساعدة فنانين مثل محمد بوجسوم وسيار الكواري، اللذين قدما أعمالاً درامية أثرَت الذاكرة السمعية للمستمع القطري. إبداعهما في الكتابة والإخراج شكل عموداً فقرياً للإذاعة، وأسس لعلاقة متينة بين الجمهور والدراما الإذاعية التي أصبحت علامة فارقة في المشهد الإعلامي.
البداية والتطور
تعود بدايات إذاعة قطر إلى عام 1965، فقد أُنشئت أول إذاعة في قطر وهي (إذاعة الجامع الكبير) التي كانت تبث في أيام الجمعة والمناسبات القرآن الكريم والبرامج الدينية والأخبار، وكانت النواة الأولى لإنشاء إذاعة قطر رسمياً في 25 يونيو 1968.
وقد بدأت إذاعة قطر بثها على موجة متوسطة لمدة خمس ساعات باللغة العربية وعلى فترتين: صباحية لمدة ساعة ونصف، ومسائية لمدة ثلاث ساعات ونصف، ثم زاد بثها إلى تسع ساعات عام 1969 ثم إلى 13 ساعة عام 1970، وارتفع مجدداً إلى تسع عشرة ساعة عام 1982 إلى أن أصبح البث على مدار الساعة عام 2002.
وفي سياق خططها الطموحة لإيصال صوت قطر للناطقين بغير اللغة العربية داخل قطر وخارجها، تم إنشاء البرنامج الأجنبي باللغة الإنجليزية عام 1971، حيث بدأ الإرسال بساعة واحدة إلى أن وصل إلى تسع عشرة ساعة عام 2004.
وفي عام 1980 بدأ تقديم خدمة البث باللغة الأوردية التي وجدت صدى كبيراً بين الجالية الناطقة بهذه اللغة في قطر وباقي دول الخليج العربي، حيث بدأ البث بساعة واحدة يومياً على موجات متوسطة، وفي عام 1989 امتد بثها إلى 3 ساعات.
وفي عام 1985 تم تدشين خدمة جديدة ناطقة باللغة الفرنسية والتي بدأت بثها بثلاث ساعات يومياً على الموجة المتوسطة، وهي خدمة متفردة في المنطقة بكاملها، وما إن حل العام 1992 حتى قدمت إذاعة قطر لمستمعيها خدمة جديدة بإنشاء إذاعة (القرآن الكريم)، والتي تهتم بالقرآن الكريم وعلومه والحديث النبوي وكتب التفسير، إضافة إلى معالجة الكثير من القضايا المعاصرة وربطها في سياقها الديني، وقد وجدت ترحيباً كبيراً بين الجمهور.
صوت قطر
وشكلت إذاعة قطر على مدى العقود الماضية صوت قطر إلى العالم ومنصة إعلامية ساهمت في ترسيخ الهوية الوطنية، وتعزيز الانتماء وإبراز القيم الأصيلة للمجتمع القطري، وقد لعبت منذ انطلاقتها ببرامجها المختلفة دوراً محورياً في خدمة الوطن، وواكبت كافة الفعاليات السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والرياضية في الدولة، مساهمةً في تعزيز الوعي المجتمعي وترسيخ الهوية الوطنية.
وكانت شاهدة على إنجازات الوطن وفعالياته وأنشطته ومبادراته في كافة المجالات والقطاعات داخلياً وخارجياً، مساهمةً بدور فاعل في ترسيخ الصورة الحضارية عن دولة قطر في المحافل الإقليمية والدولية، وكانت حاضرة في كل المراحل المفصلية من تاريخ الدولة، ورافقت أبناء قطر في لحظات البناء والازدهار، كما كانت منبراً مسؤولاً في كل الأوقات والمناسبات وفيةً لرسالة الإعلام الواعي الملتزم.
وحرصت الإذاعة منذ انطلاقها على تقديم محتوى متنوع يلبي احتياجات جميع الأذواق، من الأخبار والبرامج الثقافية والرياضية إلى الترفيهية والدينية، كما تستخدم اللغة العربية الفصحى، مع مراعاة استخدام اللهجة القطرية، وأسهمت إذاعة قطر في تعزيز الانتماء بين مختلف شرائح المجتمع، وكان لها دور فاعل في نقل العديد من الرسائل للمواطنين، وفي رفع مستوى الوعي بين أفراد المجتمع من خلال تقديم برامج توعوية في مجالات الصحة والتعليم والبيئة.
المحتوى الإخباري
قدمت الإذاعة برامج تستهدف الجمهور العربي، وساهمت في تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي بين الدول العربية، وتوسعت إذاعة قطر في محتواها الإخباري لتشمل مختلف المجالات، مثل السياسة والاقتصاد والرياضة والثقافة، وتم إطلاق العديد من البرامج الإخبارية المتنوعة، مثل نشرات الأخبار والبرامج الحوارية والتحليلات الإخبارية.
كما تعاونت مع العديد من الإذاعات العربية والدولية لتبادل الأخبار والبرامج، وشاركت في العديد من المؤتمرات والفعاليات الإعلامية العربية والدولية، ونظمت العديد من المؤتمرات الدولية، وسعت لعقد لقاءات عربية مشتركة مع إذاعات الدول الشقيقة والصديقة مع كافة دول الخليج والوطن العربي ككل لمناقشة قضايا عديدة.
مسلسلات ومسرحيات
كما قدمت في مجال الدراما العديد من المسلسلات والمسرحيات الإذاعية التي نالت إعجاب الجمهور، حيث لعبت الدراما الإذاعية دوراً كبيراً في نشر الوعي والتثقيف بين أفراد المجتمع، وساهمت في تعزيز الوحدة الوطنية واللحمة الاجتماعية، كما شكلت مصدراً هاماً للترفيه والتسلية للمواطنين والمقيمين في قطر، وساهمت في حفظ وإحياء التراث الشعبي من خلال تسجيل وبث الأغاني والأناشيد والقصص الشعبية، ولعبت دوراً مقدراً في دعم الفنانين والموسيقيين القطريين من خلال بث أعمالهم وتقديمهم للجمهور.
التكنولوجيا الرقمية
ولم تتوقف إذاعة قطر عند ما تحقق في الأعوام الماضية من نجاح ومنجزات إعلامية، بل شرعت في مسيرة متواصلة من التطور والنمو والتحديث لتواكب المستجدات الإعلامية والتكنولوجية وتعزيز دورها كمنصة إعلامية رائدة.
ومع دخول عصر التكنولوجيا الرقمية، لم تتأخر إذاعة قطر في مواكبة هذا التطور، فقد تم تطوير البنية التقنية للإذاعة بشكل شامل، وإدخال أحدث التقنيات في مجال الإنتاج الإذاعي والبث، وشمل هذا التطوير تحديث أستوديوهات الإذاعة، وتطوير أنظمة التسجيل والمونتاج، وتحسين جودة البث.
وفي مطلع الألفية الجديدة، اتخذت إذاعة قطر خطوة مهمة نحو المستقبل بالانتقال إلى البث الرقمي، ولم يكن هذا الانتقال مجرد تغيير في التقنية المستخدمة، بل كان تحولاً جذرياً في طريقة تقديم الخدمات الإذاعية وطبيعة التفاعل مع الجمهور.
ومع انتشار الإنترنت وتطور التكنولوجيا الرقمية، أدركت إذاعة قطر أهمية التواجد في الفضاء الرقمي، فتم إطلاق موقع إلكتروني متطور للإذاعة، يوفر للمستمعين إمكانية الاستماع المباشر عبر الإنترنت، والوصول إلى أرشيف البرامج، والتفاعل مع المحتوى المقدم.
لكن الخطوة الأكثر أهمية كانت إطلاق التطبيقات الذكية لإذاعة قطر على الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية، الأمر الذي مكّن إذاعة قطر من الوصول إلى جمهور أوسع، حيث أصبح بإمكان أي شخص في أي مكان في العالم الاستماع إلى برامج الإذاعة عبر الإنترنت أو التطبيقات الذكية.
تستقبل نساء غزة يوم الأم...
تواصل الآلة الإعلامية الإسرائيلية حربها...