This is a notification message.
كشف موقع "ذا إنترسبت" عن إصدار إسرائيل تحذيرات كاذبة للصحفيين للإخلاء في أحد المواقع في غزة، في الوقت الذي أغارت فيه على موقع تمركز صحفيين آخرين مما تسبب في قتل 3 منهم.
وأكد الموقع أن التحقيق أجرته منظمة "مراسلون عرب للصحافة الاستقصائية" بالتنسيق مع مؤسسة "قصص ممنوعة"، كشف عن أنه في الساعات الأولى من صباح 10 أكتوبر الماضي، صدر تحذير إسرائيلي لبرجَي الغفاري وحاجي حسب شهود، إلا أن الغارة استهدفت بدلًا من ذلك مبنى سكنيًا مكونًا من 6 طوابق يسمى بابل يقع مباشرة على الطريق بين البرجَين.
ومع انهيار برج بابل وتحوله إلى أنقاض، قُتل ما لا يقل عن 9 أشخاص، بينهم 3 صحفيين انتقلوا إلى محيط المبنى لتغطية برج حاجي من مسافة آمنة.
ويضم برج حاجي الشاهق مكاتب إعلامية محليةودولية، بما في ذلك وكالة فرانس برس. وحسب التحقيق فإن موجة مغادرة الناس للبرج المكون من 12 طابقًا جاءت بعد أن تحدث ضابط عسكري إسرائيلي عبر الهاتف إلى أربعة أشخاص على الأقل ليأمرهم بإخلاء البرج، وَفقًا لروايات اثنين من المتلقين المباشرين للتحذيرات، فضلًا عن مقطع فيديو للمكالمة.
ورغم أن العديد من الهجمات الإسرائيلية تأتي دون سابق إنذار، فإن الجيش يصدر أحيانًا تحذيرات قبل قصف المباني. وقال منصور خلف، صاحب مقهى بابل، الذي شهد الهجوم من الشارع: إن "أشلاء الصحفيين تطايرت في الهواء من شدة القصف".
وفي بيان مكتوب، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: إن الجيش أصدر "تحذيرًا لسكان المبنى والمنطقة لإخلائهم".
وأضاف: "أي ادعاء بأن جيش الدفاع الإسرائيلي قاد الناس إلى منطقة الضربات هوادعاء لا أساس له من الصحة وعبثي".
وقال البيان: إن القضية قيد التحقيق. وقال التحقيق الذي يروي تفاصيل الغارة الجوية دقيقة بدقيقة - استنادًا إلى تحليل مقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية والصور من الهجوم وما تلاه: إن الهجوم على مبنى بابل، سبقته تحذيرات كاذبة.
وقد جمع التحقيق أكثر من 25 مقابلة، بما في ذلك مع أفراد من عائلات القتلى ونحو 20 شاهد عيان على الغارة.
وتروي النتائج التي توصلت إليها الدراسة أنه بحسب شهود عيان، تلقى أحد السكان المحليين اتصالًا هاتفيًا بعد الواحدة صباحًا من رجل عرّف عن نفسه بأنه ضابط إسرائيلي، وقال المتصل: إنه يجب إخلاء برج حاجي لأنه على وشك القصف.
وأكد 3 أشخاص سمعوا المكالمة لموقع "أريج" وموقع"ذا إنترسبت" أن الضابط حدد برج حاجي كهدف،حيث سمع أحد شهود العيان المكالمة عبر مكبر الصوت، بينما سمعها الآخران مباشرة من الضابط الإسرائيلي.
في وقت متأخر من مساء التاسع من أكتوبر الماضي،تجمع ثمانية صحفيين في مكتب وكالة فرانس برس فيبرج حاجي.
وكان يحيى حسونة، مصور الفيديو في الوكالة، مشغولًا بتحرير اللقطات عندما وصل حارس المبنى حاملًا خبرًا عاجلًا: يبدو أن هناك مكالمة من الجيش الإسرائيلي لإخلاء المبنى.
ولم يكن أحد يعلم سبب استهداف برج حاجي، وقال حسونة: "كنا جميعًا في حالة صدمة. ما هو السبب؟ ".
كانت الساعة تقترب من الثانية صباحًا عندما اتصل الصحفي عادل الزعنون من وكالة فرانس برس برئيس مكتب القدس الذي قال: "لا تضيّع دقيقة واحدة وأخلِ المكان".
وفي داخل مكتب وكالة فرانس برس في برج حاجي، جمع الموظفون الكاميرات والحوامل الثلاثية والسترات الصحفية والخوذات.
وفي غضون بضع دقائق، تمكنوا من الخروج من المبنى. وقال حسونة: "نعلم أنه عندما يهدد الجيش الإسرائيلي برجًا، فسيتم قصفه، سواء بعد 15 دقيقة أوساعة أو 30 دقيقة. لقد تعلمنا ذلك من خلال تغطيتنا للحروب".
وفي الساعة 2:25 صباحًا، بدأت الغارة الجوية - لكن الهدف لم يكن برج حاجي.
بدلًا من ذلك، أصابت الضربة مبنى بابل، وهو المكان الذي تجمع فيه الصحفيون للحصول على نقطة مراقبة أفضل لبرج حاجي.
وحصلت أريج وموقع ذا إنترسبت على ثلاثة مقاطع فيديو تظهر الضربات: واحد من البث المباشر من كاميرا وكالة فرانس برس في حاجي، وآخر من مكاتب مجموعة الإعلاميين الرئيسيين في الطابق السادس عشر من برج الغفاري، والثالث صوره صحفي آخر من الشارع.
وقال مصور الفيديو في وكالة فرانس برس، لشبكة أريج وموقع ذا إنترسبت: إن حياة الصحفيين معرضة للخطرفي الحروب. وأضاف: "عادة ما يعرفون أين يقفون وماذا يصورون". وأضاف: بعد هجوم العاشر من أكتوبر "انتهى بنا الأمر إلى الخوف من الموت كل دقيقة".
رواية أخرى لم ترو، تلك التي يعيشها...
أكّد الكاتب دانيال وارنر، أن...